ومنها السبوح: ومعناه المنزه عن المصائب والصفات التي تعثور المحدثين من ناحية الحدث، والتسبيح التنزيه.
ومنها القدوس: ومعناه الممدوح بالفضائل والمحاسن، والتقديس مضمن في صريح التسبيح، والتسبيح مضمن في صريح التقديس، لان نفي المذام إثبات للمدائح، كقولنا لا شريك له ولا شبيه له. إثبات أنه واحد أحد. وكقولنا لا يعجزه شيء إثبات أنه قادر قوي. وكقولنا: إنه لا يظلم أحدا إثبات أنه عدل في حكمه. وإثبات المدائح له نفي للمذام عنه، كقولنا: أنه عالم نفي للجهل عنه، وقولنا: أنه قادر، نفي للعجز عنه.
إلا أن قولنا هو كذا ظاهرة التقديس، وقولنا ليس بكذا ظاهرة التسبيح، لأن التسبيح موجود في ضمن التقديس، والتقديس موجود في ضمن التسبيح، وقد جمع الله تبارك وتعالى بينهما في سورة الإخلاص. فقال عز اسمه:{قل هو الله أحد، الله الصمد}. فهذا تقديس، ثم قال:{لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد}. فهذا تسبيح. والأمران معا راجعات إلى إفراده وتوحيده ونفي الشريك والتشبيه عنه.
ومنها المجيد: ومعناه المنيع المحمود. لأن العرب لا تقول لكل محمود مجيدا، ولا لكل منيع مجيدا. أو قد يكون الواحد منيعا غير محمود كالمتآمر الخليع الجائر، أو اللص المتحصن ببعض القلاع. وقد يكون محمودا غير منيع كأمير السوقه والصابرين من أهل القبلة، فلما لم يقل لكل وحد منهما مجيد، علمنا أن المجيد من جمع بينهما، فكان منيعا لا يرام، وكان في منعته حسن الخصال جميل الفعال والباري جل ثناؤه يجل عن أبن يرام وأن يوصل إليه، وهو مع ذلك محسن مجمل لا يستطيع العبد أن يحصي نعمته ولو استنفذ فيه مدته، فاستحق اسم المجيد وما هو أعلى منه.
ومنها القريب: ومعناه لا مسافة بين العبد وبينه، فلا يسمع دعاءه أو يخفى عليه حاله كيف ما تصرف به، فإن ذلك يوجب أن يكون له نهاية، وحاشا له من النهاية.
ومنها المحيط: ومعناه الذي لا يقدر على الفرار منه، وهذه الصفة ليست