والحصى والنبات وأصناف الحيوان والموات وعامة الموجودات ما ويبقى منها أو يضمحل ويفنى، وهذا راجع إلى نفي العجز الموجود في المخلوقين عن إدراك ما يكبر مقداره، ويتوالى وجوده، وتتفاوت أحواله عن اسمه.
ومنها المتين: وهو الذي لا تتناقص قوته فيهن ويفتر، إذ كان يحدث ما يحدث في غيره لا في نفسه، وذلك أن التغير لا يجوز عليه.
ومنها ذو الطول: ومعناه الكثير الخير، لا يعوزه من أصناف الخيرات شيء أن أراد أن يكرم به عبده وليس كذي طول من عباده قد يحب أن يجوز بالشيء ولا يجده.
ومنها السميع: ومعناه المدرك للأصوات التي يدركها المخلوقون من غير أن يكون له إذن، وذلك راجع إلى أن الأصوات لا تخفى عيه، وإن كان غير موصوف بالحس المركب في الإذن كالأهم من الناس لما لم يكن له هذه الحاسة لم يكن أهلا لإدراك الصوت.
ومنها البصير: ومعناه المدرك للأشخاص والألوان التي يدركها المخلوقون بإبصارهم من غير أن يكون له جارحة العين، وذلك راجع إلى "أن" ما ذكرناه لا يخفى عليه، وإن كان غير موصوف بالحس المركب في العين كالأعمى الذي لما لم تكن له هذه الحاسة لم يكن أهلا لإدراك شخص أو لون.
ومنها العليم: لأن معناه المدرك لما يدركه المخلوقين بعقولهم وحواسهم ومالا يستطيعون إدراكه من غير أن يكون موصوفا بعقل أو حس. وذلك راجع إلى أنه لا يغرب عنه شيء ولا يعجزه إدراك شيء كما يعجز "عن ذلك" من لا عقل له ولا حسن، من المخلوقين. ومعنى ذلك أنه يشبههم ولا يشبهونه.
ومنها العلام: ومعناه العلام بأصناف المعلومات على تفاوتها، فهو يعلم الموجود، ويعلم ما هو كائن، وإنه إذا كان كيف يكون، ويعلم ما ليس بكائن، وأنه لو كان كيف كان يكون.
ومنها الخبير: المتحقق لما يعلم كالمستيقن من العباد إذا كان الشك غير جائز عليه، وإن الشك ينزع إلى الجهل، وحاشا له من الجهل، ومعنى ذلك، إن العبد قد يوصف بعلم الشيء إذا كان ذلك مما يوجه كثر وأنه لا سبيل له إلى أكثر منه وإن كان يجيز