للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطأ على نفسه، والله جل ثناؤه لا يوصف بمثل ذلك، إذا كان العجز غير جائز عليه. والإنسان إنما يؤتى فيما وصفت من قبل القصور والعجز.

ومنها الشهيد: ومعناه المطلع على ما لا يعلمه المخلوقون إلا بالشهود، وهو الحضور، ومعنى ذلك أنه وإن كان لا يوصف بالحضور الذي هو المجاورة والمقاربة. فإن ما يجري ويكون من خلقه لا يخفى "عليه" ما لا يخفى على النائي من القوم ما كان منهم، وذلك أن النائي إنما يؤتى من قبل قصور آلته ونقص جارحته. والله جل جلاله ليس بذي آلة ولا جارحة فيدخل عليه فيهما ما يدخل على المحتاج إليها.

ومنها الحسيب: ومعناه المدرك للأجزاء والمقادير التي يعلم العباد أمثالها بالحساب من غير أن يحسب، لأن الحاسب يدرك الأجزاء شيئا فشيئا ويعلم الجملة عند انتهاء حسابه والله تعالى لا يتوقف علمه بشيء على أمر يكون وحال يحدث.

٤ - ذكر الأسماء التي تنبع أسبا بالتدبير له دون ما سواه:

فأول ذلك المدبر: ومعناه مصرف الأمور على ما يوجب حسن عواقبها. واشتقاقه من الدبر، فكان المدبر هو الذي ينظر إلى دبر الأمور فيدخل فيه على علم به، والله عز وجل عالم بما هو كائن قبل أن يكون، فلا يخفى عليه عواقب الأمر. وهذا الاسم فيما يؤثر عن نبينا صلى الله عليه وسلم.

ومنها القيوم: لأن معناه القائم على كل شيء من خلقه يدبره بما يريد.

ومنها الرحمن: وهو المزيح للعلل، وذلك أنه لما أمر الجن أن يعبدوه عرفهم وجوه العبادات وبين لهم حدودها وشروطها، وخلق لهم مدارك ومشارع وقوى وجوارح يعلمون بها لتنفيذ ما أراده منهم. وخاطبهم وكلفهم وبشرهم وأنقذهم وأمهلهم وحملهم دون ما يتسع به بينهم. فصات العلل مزاحه وحجج العصاة والمقصرين منقطعة.

ومنها الرحيم: ومعناه المثيب على العمل فلا يصيح لعامل عملا ولا يهدر لساع سعيا، وينيله بفضل رحمه من الثواب أضعاف عمله.

ومنها الحليم: لأن معناه الذي لا يحبس أنعامه وأفضاله عن عباده لأجل ذنوبهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>