للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا مدبر سواه، فالذهاب عن قصده بالحاجة وهي بالحقيقة واقعة إليه ولا قاضي لها غيره، جهل وحمق، والجهل بالله تعالى كفر.

ومنها الحميد: وهو المستحق لأن يحمد لأنه جل ثناؤه بدأ فأوجد ثم جمع بين النعمتين الجليلتين الحياة والعقل، ووالي بين منحه، وتابع آلاءه ومننه حتى فاتت العد، وأن استفرغ فيها الجهد، فمن ذا الذي يستحق الحمد سواه، بل له الحمد كله لا لغيره، كما أن المن منه لا من غيره.

ومنها القاضي: ومعناه الملزم حكمه. وبيان ذلك: الحاكم بين لعباد لا يقول إلا ما يقوله المفتي، غير أن الفتيا لما كانت لا تلزم لزوم الحكم، والحكم يلزم، سمي الحاكم قاضيا، ولم يسم المفني قاضيا، فعلمنا أن القاضي هو الملزم، وحكم الله تعالى كله لازم فهو إذا قاضي وحكمه قضاء.

ومنها القاهر: ومعناه انه بدأ خلقه بما يريد فيقع في ذلك ما يشق ويثقل ويغم ويحزن، ويكون منه سلب الحياة أو نقص الجوارح، فلا يستطيع أحد رد تدبيره والخروج من تقديره.

ومنها القهار: أن يقهر ولا يقهر بحال.

ومنها الفتاح: وهو الحاكم، أي يفتح ما انغلق من عباده ويميز الحق من الباطل، ويعلي الحق ويخزي الباطل، وقد يكون "ذلك" منه في الدنيا والآخرة.

ومنها الكاشف: ولا يدعي بهذا الاسم إلا مضافا إلى شيء. فيقال: كاشف الضر أو كاشف الكرب. ومعناه: الفارج والمجلي. يكشف الكرب ويجلي القلب، ويفرج الهم ويزيح الضر والغم.

ومنها اللطيف: وهو الذي يريد بعباده المؤمنين الخير واليسر، ويقيض لهم أسباب الصلاح والبر.

ومنها المؤمن: ومعناه المصدق، لأنه إذا وعد صدق وعده، ويحتمل المؤمن عبادة بما عرفهم من عدله ورحمته من أن يظلمهم ويجور عليهم.

ومنها المهيمن: ومعناه لا ينقص للمطيعين يوم الحساب من طاعاتهم شيئا، فلا يثيبهم عليها، لأن الثواب لا يعجزه، ولا هو مستكره عليه فيحتاج إلى كتمان بعض الأعمال أو

<<  <  ج: ص:  >  >>