للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جحدها، وليس ببخيل فيحمله استكثار الثواب إذا كثرت الأعمال على كتمان بعضها، ولا يلحقه نقص بما يثيب فيحبس بعضه. لأنه ليس منتفعا بملكه حتى إذا نفع غيره إلى انتفاعه عنه بنفسه، وكما لا ينقص المطيع من حسناته شيئا، لا يزيد العصاة على ما اجترحوه من السيئات شيئا فيزيدهم عقابا على ما استحقوه. لأن واحدا من الكذب والظلم على جائز عليه. وقد سمى عقوبة أهل النار جزاء، فما لم يقابل منها ذنبا لم يكن وفاقا، فدل ذلك على أنه لا يفعله.

ومنها الباسط: ومعناه الناشر فضله على عباده، يزرق ويوسع ويجود ويفضل ويمكن ويخول ويعطي أكثر مما يحتاج إليه.

ومنها القابض، يطوى بره ومعروفه عمن يريد، ويضيق ويقتر أو يحرم فيفقر، ولا ينبغي أن يدعى ربنا جل جلالة باسم القابض حتى يقال معه الباسط.

ومنها الجواد: ومعناه الكثير العطايا.

ومنها المنان: وهو عظيم المواهب. فإنه أعطى الحياة والعقل والنطق وصور فأحسن الصور، وأنعم فأجزل، وأسنى النعم وأكثر العطايا والمنح. قال- وقوله الحق- {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.

ومنها المقيت: وعندنا أنه الممد، وأصله من القوت الذي هو مدد البرية. ومعناه أنه دبر الحيوانات بان جبلها على أن يحلل منها على مر الأوقات شيئا بعد شيء، ويعوض ما يتحلل غيره فهو يمدها في كل وقت بما جعله "قواما لها إلى أن يريد إبطال شيء منها فيحبس عنه ما جعله" مادة لبقائه فيهلك.

ومنها الرازق: ومعناه المفيض على عباده ما لم يجعل لأبدانهم قواما إلا به، والمنعم لهم باتصال حاجتهم من ذلك إليهم، لئلا تتنغص لذة الحياة بتأخره عنهم ولا يفقدوها أصلا بفقدهم إياه.

ومنها الرزاق: وهو الرزاق رزقا بعد رزق والمكثر الواسع لها.

ومنها الجبار: في قول من جعل ذلك من جبر الكسر، أي الصلح لأحوال عباده

<<  <  ج: ص:  >  >>