للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجابر لها، والمخرج لهم مما يسؤهم إلى ما يسرهم، ومما يضرهم إلى ما ينفعه.

ومنا الكفيل: ومعناه المتقبل للكفايات، وليس ذلك بعقد وضمان ككفالة الواحد من الناس، وإنما هو على معنى: أنه لما خلق المحتاج وألزمه الحاجة، وقدر له البقاء الذي لا يكون إلا مع إزالة العلة، وإقامة الكفالة، لم يخله من إيصال ما علق بقاؤه به إليه، وإدراره في الأوقات والأحوال عليه. وقد فعل ذلك ربنا جل جلاله إذ ليس في وسع مرزق أن يرزق نفسه، وإنما الله تعالى يرزق الجماعة من الناس والدواب، والأجنة في بطون أمهاتها، والطير التي تعدوا خماصا وتروح بطانا، والهوام والحشرات والسباع في الفلوات.

ومنها الغياث: وهو المغيث. وأكثر ما يقال: غياث المستغيثين، ومعناه: المدرك عباده في الشدائد إذا دعموه ومريحهم ومخلصهم.

ومنها المجيب: وأكثر ما يدعى بهذا الاسم مع القريب، فقال: القريب المجيب، وقال: مجيب الدعاء، أو مجيب دعوة المضطرين. ومعناه: الذي ينيل سائله ما يريد. لا يقدر على ذلك غيره.

ومنها الولي: وهو الوالي، ومعناه مالك التدبير. ولهذا يقال: المقيم على اليتيم ولي اليتيم، وللأمير الوالي.

ومنها البر: ومعناه الرفيق بعباده، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، ويعفو عن كثير من سيئاتهم، لا يؤاخذهم بجميع جناياتهم، ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها، ولا يجزيهم بالسيئ إلا مثلها، ويكتب لهم الهم بالحسنة، ولا يكتب لهم بالسيئة. والولد البر بابيه هو الرفيق به، المتحري لمحابه المتوفي لمكارهه.

وقد قيل: أن البر في صفات الله جل ثناؤه المولى، ومعناه المأمول منه النظر والمعرفة لأنه هو المالك ولا يتفرغ للملوك إلا مالكه.

ومنها الحافظ: ومعناه الصائن عبده من أسباب الهلكة في أمور دينه ودنيها، وهذا الاسم فيما يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء في القرآن: {فالله خير حافظا} وجاء: {بما حفظ الله} ومن حفظ فهو حافظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>