قضي الأمر في السماء سحب العرش ثم سبح أهل السماء وسبح كل سماء حتى ينتهي التسبيح إلى هذه السماء، ويسبحوا أهل السماء حملة العرش، فإذا قال ربكم فيخبروهم ويخبر به أهل السماء حتى ينتهي الخبر إلى هذه السماء، ويختطف الجنه فيرمون فما جاءوا به فهو حق، لكنهم يزيدون فيه).
قال: قلت للزهري أكان يرمي في الجاهلية؟ قال: نعم! قلت: أفرأيت قوله عز وجل: {وإنا كنا نقعد منها مقاعد السمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً} قال: غلطت وشدد أمرها حق بعث النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال آخرون: إن ذلك حدث بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فروى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان الجن يصعدون إلى السماء فيستمعون الوحي، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها سبعاً، فأما الكلمة فتكون حقاً، وأما ما زادوا فيكون باطلا، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم منعوا مقاعدهم، ولم تكن النجوم يرمي بها قبل ذلك، فقال لهم إبليس: ما هذا الأمر حدث في الأرض، فبعث جنوده فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يصلي، فأتوه فأخبروه، فقال:(هذا الحدث الذي حدث بالأرض).
وفي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لم تكن قبيلة من الجن إلا ولها مقاعد يستمعون منها، فكان إذا نزل الوحي سمعت الملائكة صوتاً كصوت الحديد ألفتها على الصفا فخروا سجداً فلم يرفعوا رؤوسهم، فإذا نزل قال بعضهم: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، وإن كان مما يكون في الأرض يكلموا به، قال: أيكون كذا وكذا، وتسمعه الشياطين فيقولون به على أولوياتهم قد جدوا بالنجوم، فكان أول من علم بها ثقيف، فكان ذو الغنم منهم ينطلق إلى غنمه فيذبح بعضهم لبعض: لا تفعلوا، فإن كانت النجوم التي تهتدونه بها، فهو من أمر الساعة، فإن كانت النجوم لا تعرف، فهو من أمر حدث، فنظر فإذا نجوم لا تعرف، فكفوا.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لما كان اليوم الذي نبي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، منعت الشياطين ورموا بالشهب.