قيل: يجوز أن يعلم النبي بها أنه ملك وليس بإنسان، وهكذا القول في موسى عليه السلام حين يسمع النداء، قد يجوز أن يكون علم أن الله تعالى يكلمه ضرورة، ويجوز أن يكون برق بإلهاب النار في شجرة خضراء من غير أن تحرقها، أو تغيرها عن حالتها، وذلك أمر يخالف العادات، إن الله تعالى هو الذي يكلمه، وهذا القول من الملك نفسه، إذا بعث إلى أحد من البشر، قد يجوز أن يعلم أن الله تعالى هو الذي يأمره ويرسله ضرورة، ويجوز أن يعلم ذلك بأنه ينصها الله تعالى فيستدل بها على أنه مبعوث مأمور وبالله التوفيق.
فصل
قالوا: رويتم أن نبيكم كان يغش عليه عند نزول الوحي عليه، فالمغش عليه لا يدرك شيئا من المحسوسات ولا من المعقولات، فكيف كان يرى الملك ويميزه ويتلقى عنه ما يكلمه به.
فصل
قد قال بعض العلماء: أن الله تعالى كان يعرفه الوحي في تلك الحال تميزاً له عمن ليس بنبي، فكان ذل إحدى الكرامات والمعجزات، وقد يجوز أن يكون عقله لم يكن فارقه، فإني لا أحفظ فيما جاء الحديث أنه كان يغش عليه، وإنما فيه: إ، هـ كان يثقل وتأخذه البرحاء، فقد يجوز أنه كان يتغير عن حاله المعهود تغيراً شديداً، ولكن العقل لم يكن يفارقه وبالله التوفيق.
ذكر فصول في الإيمان بالرسل:
إن سأل سائل: عمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقال لا أدري، أكان من البشر أو كان ملكاً أو كان حساً، أيكون مؤمناً به؟
قيل له: أكان القائل هذا لم يسمع أخبار الله تعالى عن محمد بأنه بشر مثل قومه، وأخبار محمد صلى الله عليه وسلم نفسه، وأخبار الناس عنه، وذكرهم نسبه وشمائله ونعوته، فلا وقف