للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قوله: {ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}. وهو بمنزلة قوله: {يوم يبعث الناس ويوم البعث} والله أعلم.

فصل

وإن سأل سائل: عن اليوم الآخر: ما حده ونهايته؟

قيل له: اليوم الآخر إنما به أيام الدنيا، والدنيا بعث للحياة.

قال الله عز وجل: {وما هذه الحياة الدنيا}. وقال: {وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع الغرور} فاليوم الآخر هذا، هو آخر أيام الحياة الدنيا، فإذا نفخ في الصور وصعق من في الأرض فلم يبق منهم أحد، فيومهم الذي انقضت فيه حياتهم الدنيا هو يومهم الآخر إذا نفخ في الصور نفخة الأحياء فبعثوا فذلك يوم القيامة وما بينهما لا من الدنيا ولا من الآرخرة، وهو البرزخ الذي ذكره الله عز وجل في كتابه فقال: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}.

فإن قال قائل: لم لا قلت: إن نهاية اليوم الآخر تكوير الشمس، لأن الليل والنهار حالان من أحوال الشمس، فإذا كانت الشمس فهو نهار، وإذا كانت تحت الأربض فهو ليل، فإذا بطلت الشمس فلا ليل ولا نهار، يعلم بهذا نهاية أيام الدنيا تكوير الشمس.

قيل: لو كان هذا هكذا، لكان البعث يقع في الدنيا لأن الشمس تكور على أبصار الناس بعد البعث. وقد أجمع الناس على أن الموتى لا يردون إلى الدنيا، فبطل بهذا أن يكون نهاية أيام الدنيا تكوير الشمس على أن الدنيا صفة للحياة- كما قلنا- فلا جائز أن تكون الحياة منقطعة بالإطلاق إسم الدنيا باقياً والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>