للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثر ما يستعمل في الطرح من علو إلى أسفل، نحو قولهم: ألقاه في الحوض وفي البيت، وإذا لم تكن كذلك، قيل: ألقاه على قارعة الطريق، وألقاه على ظهره والله أعلم.

ومن قال: أن الكفار لا يركبون الجسر، قال: قد يكون لجهنم يوم القيامة سبعة مشارع يصار بالكفار إليها، ثم يلقي بعضهم فيها، ويسحب بعضهم على وجوههم، ويساق بعضهم سوقا، ويكلفون دخولها، وليس يكون هذا، لأن الملائكة يتعذر عليها هذا الأمر في مكان من جهنم، ويتيسر في موضع ولكن لأهل النار سبعة أصناف، كما يقال الله تعالى {لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزء مقسوم} فيجعل الله يومئذ لها سبعة مشاعر لتتميز الأصناف بعضها من بعض والله أعلم.

وقد ذكر الله تعالى النار، سماها بثمانية أسماء: الجحيم- والسعير- وسقر- ولظى- وجهنم- والحريق- والحطمة- والهاوية.

وقد يحتمل أن يكون ما عدا جهنم أسماء الدركات المحتملة، التي أعدت لأهل النار كما يليق بأحوالهم وسيئات أعمالهم، وسكون جهنم اسما للجميع، كما قال: {وإن جهنم لموعدهم أجمعي، لها سبعة أبواب} وقال: {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا، حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها} فالأبواب السبعة في المشارع إلى هذه المسميات السبعة وجهنم اسم لجملتها.

جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث يرويه سلام الطويل عن أبي سفيان عن انس بن مالك رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل: لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزء مقسوم: "جزء أشركوا بالله، وجزء شكوا في الله، وجزء صيروا رعيتهم بحطهم من الله، وجزء عتوا على الله".

فإن كان هنا ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمشركون بالله هم الثنويه والوثنيه، والشاكون هم الذين لا يدرون أن لهم إلها أولا إله لهم، ويسألون في شريعته ولا يدرون أنها من عنده.

والغافلون عن الله هم الذين يجهدون أصلا ولا يتبعون، وهم الدهرية. والمؤثرون

<<  <  ج: ص:  >  >>