وجواب أن ذلك يمكن أن يكون ولا يجب عنه أن يكون الرجال مقصورين عليهن، فإنه لا يمنع أن يرددن عليهم. ويراد من الحور العين خيرا منهن، وأيضا فإن الله عز وجل جعل الحور العين من أوصاف الجنان وعدهن في نعيمها، كما ذكر الفواكه والماء والخمر واللبن والفرش واللباس. وليس يجوز أن تكون الثياب بالجنة من نعيم الجنة وأوصافها، فيكو أهل الجنة مسوقين إليها بأنفسهم. فصح أن الحور العين مخلوقات في الجنة وليس من نساء الدنيا والله أعلم.
وأما الولدان والغلمان فإن من الناس من قال: لما لم يكن في الجنة ولدان علمنا أنهم من ولادة الدنيا. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الأطفال خدم أهل الجنة) وعن سلمان: أطفال المشركين خدم هذه الجنة.
وعن الحسن في قوله عز وجل:{يطوف عليهم ولدان} قال لم تكن لهم حسنا يجزون بها، ولا سيئات يعاقبون عليها، فوضعوا هذا الموضع. وقد يحتمل مع هذا أن يكون الغلمان مخلوقين في الجنة. فيكون ذكور الخدم كآبائهم، وسموا ولدانا من طريق التشبيه لهن في صور الولدان والغلمان، كما قيل في الفرش وعبقري حسان. وليس في الجنة عبقري، كما ليس فيها ولادة، وقيل. {وزر أبي مبثوثة} وليس في الجنة نسخ والله أعلم.
ومعنى مخلدون، والخلده الحليه، وقيل مفرطون، وقيل على سن واحد لا يتغيرون عنها أبدا. وقيل مخدلون مع من يحرمونهم ولا يزايلونهم أبدا. وذكر وهب وغيره أن الجنان سبع: دار الجلال- ودار السلام- وجنة عدم- وجنة المأوى- وجنة الخلد- وجنة الفردوس- وجنات النعيم.
على الهامش.
وفي بعض الأخبار الشائعة جنة نعيم، ويشبه أن تكون الفردوس أسماء لجميع الجنان كلها، كجهنم التي تجمع النيران كلها. لأن الله عز وجل مدح في أول سورة المؤمنين أقواما