للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يباشرون العذاب ويتولونه، فتكون مراعاة ذلك منه أيضا عبادة له لأنه بأمر الله تعالى يفعل ولا ينتقم لا أن هناك من يخش أن يأخذ شيئا منها ويفوت بها والله أعلم؟

فصل

إن سأل سائل عن قول الله عز وجل: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها} فقال: إذا لم تكن الدار لا الجنة والنار، وكانت الجنة العالية والنار سافله، وليس في السفل شيء إلا النار، قال أين يريد أهل النار أن يخرجوا؟

قيل له: يحتمل أن يكون المعنى المعذبين منهم في جب من منهم أو موضع أغم من غيره أن قصدوا أن يخرجوا إلى صحصاح يكون الغم والألم فيه أقل، لم يتركوا وأعيدوا أن كانوا قد رجعوا قليلا إليه، وقد قال عز وجل في آية: كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم، أعيدوا فيها، فيقرب أن يكون هذا معنى الآية والله أعلم.

فصل

إن سأل سائل: عن المعذبين من أهل الكبائر، إذا خرجوا إلى الجنة كيف يصار بهم إلى الجنة؟ والأولون إنما أخبروا إليها على الصراط، أفيكون الصراط باقيا ما بقي في النار من المؤمنين أحدا! أو يعاد الآخرون أو يجعل لهم سبب سواه، فيخلصوا إلى الجنة.

قيل له: لم يبلغنا من أمر الصراط، وإن المؤمنين إذا جازوا عليه يرفع أو يترك إلى أن يجوز عليه آخر من يبقي منهم، خبر، وقد يحتمل أن يكون باقيا ما دام من المؤمنين أحد يعرض الجواز عليه، وإن أزيل عن مكانه، فقد يحتمل أن يرفع من يعفو الله عنه إلى السور الذي فيه الأعراف، وذلك بأن يصعد به ملك إليه، أو يجعل الله تعالى له سببا ما شاء بمن يعجزه الاجتياز فيرتقي من قبله إلى السور ثم ينزل منه كما ينزل أصحاب الأعراف وإذا أمر بهم إلى الجنة فيصيروا إليها والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>