وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"علامة حب الله تعالى جده، لم يعد المصائب التي يمتضيها عليه إساءة منه إليه، ولم يستقل وظائف عبادته وتكاليفه المكتوبة عليه، كما أن من أحب أحداً من جنسه لم يلد يبصر منه إلا ما يستحسنه ويزيده إعجاباً به ولا يصدق به من خير المخبرين عنه إلا ما يجده سبباً للولوغ به والغلو في محبته"
وجاء عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: من ذاق حب الله تعالى شغله ذلك عن حب الدنيا، وهذا لأنه إذا تشاغل بالدنيا عن عمارة السبل التي تؤدي إلى الله تعالى جده لم يأمن أن يقطع الله عنه الطاقة ويكله إلى نفسه. وقد حكى الله جل جلاله عن أهل الجنة أنهم يقولون {إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين}. فقيل في تفسير: كانوا مشفقين أن يسلبوا الإسلام، وهذا أحد ما تقدم ذكره.
وجاء بعض المتقدمين أنه قال: لا يكون العبد محباً لربه حتى يذل نفسه في مرضات الله ظاهراً وباطناً وعن بعضهم أنه قال علامة من أحب الله أن يحب ما أحب الله، ويبغض ما أبغض الله، وعلامة من أحب الله أن يبغض الدنيا ومتاعها ويقال أن في كتاب داود عليه السلام: من أحب الله لجأ إلى طاعته، ومن أبغض الله لجأ إلى معصيته.
وعن سعيد المقبري رضي الله عنه أنه قال: مفتاح حب الله تعالى معرفة منه الله.
وقال بعض السلف: أول أحوال المحبة الموافقة والإقفال على من هو مقبل عليه، والإعراض عمن هو معرض عنه، وخوف السقوط من عينيه، قال ومن علامة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب القرآن فحب القرآن ما احمداه وبعض ما ذماه.
قال بعضهم: علامة المحبة استجلاء الطاعة ولزوم الخدمة وإدامة الفكرة. وقال بعضهم: الحب اللزوم، فإن من أحب شيئاً لزم ذكره قلبه فمحبة الله تعالى لزوم ذكرهن وهذا الذي فسر به هذا القول: المحبة من أنه اللزوم وموافق لقول أهل اللسان لأنهم يقولون: أحب وإذا ترك فلزم مكانه.
وقيل في قوله عز وجل حكاية عن سليمان عليه السلام: "إني أحببت، أي كسلت فأقمت مكاني من حب الخيل حتى توارت الشمس بالحجاب، ولم أقم الصلاة. وقد قال عز وجل