للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبغض من لا يصل إلى محبوبه إلا به ومن قلبه، فكذلك يجب من يوصله إليه، ولاسيما إذا لم يكن له إليه موصل غيره، وكان كريما يصدق الأمان ويكثر الأفضال ويحب الدعاء ولا يحب الرجاء.

وكذلك هيجان القلب للذكر الحسن والتقرب بنوافل الخير، ومولاة من يجده على طريقته، ومناوأة من لا يجده وتبرئه منه، والغلظة عليه كل ذلك من أركان المحبة في العبادات المعروف، وهو أمر لازم للطباع. وقد قال الله عز وجل: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر، يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}.

وقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان}، ومن يتولهم منكم، فإنه منهم}.

وقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}.

فدل ذلك على أن ولاية الله تعالى جده لا تفارق موالاة أعدائه من أعلام ولايته ومحبته والله أعلم.

فصل

فأما إدامة ذكر الله تعالى جده التي ذكرناها أنها من إمارات المحبة، فقد جاء منها قول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} وقوله عز وجل: {فاذكروني أذكركم}.

وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الأحوال التي يستحب الذكر فيها وفي فضيلته والحث عليه أخبار، فمنها ما جاء في الحث والاستكثار من الذكر، فإنه ليس شيء أفضل من ذكر الله، ولو اجتمع الناس على ما أمروا به من ذكر الله ما كتب الله الجهاد على عباده وإن الجهاد شعبة من ذكر الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>