قال الله عز وجل حاكيا عن هود صلوات الله عليه أنه قال لقومه:{إني توكلت على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم}.
وقال:{وإياي فارهبون} وقال: {وإياي فاتقون}.
وقال:{هو أهل التقوى وأهل المغفرة} فقيل تفسيره هو أهل التقوى، هو أهل أن يتقى فلا يعفي وهو أهل لن يغفر لمن اتقى أي لا أحد يستحق أن يتقى غيره.
وقال جل ثناؤه {فلا تخشوا الناس واخشوني} وقال {فلا تخافوهم- يعني الشيطان- وخافوني إن كنتم مؤمنين} وذم قوم يهشون غيره فقال {فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية} فذم هؤلاء كما ذم الذين يتخذون أندادا من دونه فيحبونهم كحب الله.
فإن ما ذكرنا أن الخوف من الله تعالى جده وحده، فمن خاف غيره فإنما صرف إليه حقا من حقوق ربه، فأما من أخلص للخوف له، فإنه جل جلاه مدحه وأثنى عليه ووعده إلا من يوم الفزع، فقال:{أن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير}.
وقال:{ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون}.
وقال:{وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى}.
وقال:{ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لن يلج النار حتى يكتب من خشية الله حتى يعود اللبن إلى الضرع".