إذا وقع منه كان صلاة، كانت صلاته أجمع وأتم من صلاة من يرخص فحذف منها ما لا يضر حذفه، فكذلك هذا في قراءة القرآن والله أعلم.
وأما التسمية في أوائل السور فإن الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها قراءة، وهي ماروت أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته آية آية،} بسم الله الرحم الرحيم، آية، الحمد لله رب العالمين، آية، الرحمن الرحيم، آية، مالك يوم الدين، آية، إياك نعبد وإياك نستعين، آية، إهدنا الصراط المستقيم، آية، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين {آمين، آية.
وأما ما جاء عن النبي أنه قال:(يقول الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي) فابتدأ القسمة من قوله: "الحمد لله" لا من "بسم الله"، فإنه لا دليل فيه بقطع أن "بسم الله الرحمن الرحيم" ليست الآية الأولى، لأنه يجوز أن يكون له، فإذا انتهى العبد إلى الحمد لله رب العالمين قال: الله: "حمدني عبدي" لا أن يكون ذلك جميع الجزء الأول من هذه السورة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
(وإذا قال الإمام:"ولا الضالين" فقولوا: آمين). وإنما أراد فإذا انتهى في القراءة إلى هذا القول، لأن ذلك جميع قراءته والله أعلم.
ومتى كانت "بسم الله الرحمن الرحيم" الآية الأولى منها، كان أحد النصفين أربع آيات ونصف آية، والنصف الآخر آيتين ونصف آية. وهذا أيضًا ليس بدليل يقطع بأن "بسم الله الرحمن الرحمن" ليست الأولى منها. لأن فاتحة الكتاب تنقسم إلى حروف وآيات، فلئن كانت تنصف نصفين مستويين، إذا كانت بسم الله الرحم الرحيم أولى آياتها، فإنها تنصف مع ذلك بكل واحدة من الكلم والحروف نصفين متعادلين، وتكون نهاية النصف الأول في الوجهين عند قوله:"نعبد" وليس في الحديث إلى التنصيف بالآي.