للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحلون، ثم يرجعون إلى المسجد فيوترون. وأما المتوارث كان من عادة أهل المدينة قبل أن يمنع المسلمون من الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحبس عن الكعبة كسوتها، ويسد باب شبابه العباسي، أن يقوموا بست وثلاثين ركعة، منها في العدد الذي يقيم به أهل مكة، وست عشرة مكان الأربعة الأطواف التي يخللها أهل مكة تراويحهم، فإن الطواف لما أحجبوهم بالمدينة أقاموا مقام كل طواف ترويحة، وهي أربع ترويحات وثماني تسليمات وست عشرة ركعة، فبلغت الجملة ستًا وثلاثين ركعة، ويوترون بثلاث. فتلك تسع وثلاثون، ومن أوتر بخمس بلغت صلاته إحدى وأربعين ركعة، وذلك تأويل صلاة أبي حليمة معاذ القارئ عندي، والله أعلم.

فمن اقتدى بأهل مكة فقام بعشرين فذلك حسن. ومن اقتدى بأهل المدينة وتشبه بهم في ازدياد الصلاة كان ما فاتهم من طواف أهل مكة فقام بست وثلاثين، فذلك أيضًا حسن لأنهم إنما ازادوا بما صنفوا الإقتداء بهم والاستكثار من الفعل لا المنافسة كما ظن بعض الناس. ألا ترى أن يوم الفجر لما كان يوم طواف الزيارة للحجاج أقيم لغيرهم في عامة الأمصار الصلاة مقام الطواف، وجعل يوم عيد، يجتمعون فيه فرحين مستبشرين بما أذن الله تعالى فيه من زيارة نبيه وأسعد بها من وثق لقصده، فكما خلفت الصلاة الطواف يوم النحر، فكذلك تخلفه في قيام شهر رمضان. ويستوي فيه الناس كلهم كما استوى فيه يوم النحر والله أعلم.

ومن اقتصر على عشرين ركعة وقرأ فيها بقراءة غيره في ست وثلاثين فذلك أفضل، لأن تطويل القيام أفضل من كثرة الركوع والسجود.

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل الصلاة فقال: (طول القنوت).

فصل

ويحتمل القيام بعشرين ركعة أن يكون وجهه عامة سنن الليل والنهار سوى الوتر لما كانت عشر ركعات، كما ذكر ابن عمر رضي الله عنهما: ضعفت في شهر رمضان إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>