له بذلك فضل على ما سواه. ولأن قيام الليل في كل وقت سنة لصلاة الناس جماعة، كما أنه لما كان في شهر رمضان سنه صلاة الناس جماعة. فلما خلوا واختيارهم علمنا أنه تطوع ندب الناس إليه من غير أن ضيق عليهم في تركه والله أعلم.
روى سعيد بن هشام رضي الله عنه أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت له: ألست تقرأ هذه السورة} يا أيها المزمل {. قلت بلى قالت: فإن الله تعالى افترض القيام في أول هذه السورة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولاً، ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة. فصار قيام الليل تطوعًا بعد فرضه، وقال الله عز وجل:} ومن الليل فتهجد به نافلة لك، عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا {. وقال:} ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلاً {. فرغبة في قيام الليل. ثم مدحه بقيامه، فقال:} الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين {. وأثنى على سائر المتهجدين فقال:} أمن هو قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه {.
وقال الحسن رضي الله عنه: يزيح رأسه بقدميه وقدميه برأسه، وقال: آناء الليل أوله، وأوسطه، وآخره. فقال عز وجل في صفة أهل الجنة الذين سماهم متقين:} كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون {وقال:} والذين يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا {وقال:} يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون {. يعني يصلون. وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(قيام الليل في خوف الله يكفر الخطيئة) وروى: صلاة الوجل، وتلا قوله تعالى:} تتجافى جنوبهم عن المضاجع {. وأنه صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة،