فدونك يا بني، فخالف السهر أيام الحياة لعلك تنجو من عسر ذلك اليوم، وما أراك ناجيًا. فصرح الفتى صرخة فسقط بين يديها ميتًا. فاجتمع عندها رجال من بني تميم يعزونها وهي تقول وابنياه، قتيل يوم القيامة، وابنياه قتيل الآخرة، فكانوا يرون أنها أفضل من ابنها.
وكان سفيان الثوري وسائر من مضى ذكره يصلي قائمًا حتى يعي ثم يصلي قاعدًا حتى يعي ثم يصلي مضطجعًا.
فصل
وأما أوقات التهجد، فإن ما بعد ربع الليل الأول إلى الصباح وقت التهجد إلا أن أفضلها لمن أراد أن يقوم بعض الليل الثلث الأوسط، سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الليل أسمع؟ قال:(جوف الليل الأوسط) وسئل أبو ذر أي الليل أفضل؟ قال: الليل الأوسط. قيل: ومن يطيق ذلك من خاف أدلج. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله تعالى يمهل حتى يذهب ثلث الليل، يقول الله تعالى هل من سائل يعطى؟ هل من تائب؟ هل من مستغفر ذنب).
وفي رواية أخرى:(إذا مضى ثلث الليل، يقول الله عز وجل: ألا سائل يعطي إلا داع يجاب: ألا سقيم يشتفي فيشفى؟ ألا مذنب يستغفر فيغفر له)؟
فصل
ويستحب لمن أحيي الليل أن يؤخر الدعاء إلى السحر، ولمن قام السحر أن يمتد إليه ثم يستغفر ويدعو. قال الله عز وجل:{وبالأسحار هم يستغفرون}.