قال الحسن رضي الله عنه {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون {مدوا الصلاة إلى السحر، ثم دعوا وتضرعوا. ذكر محارب بن دينار عن عمه أنه رأى رجلاً دخل المسجد فقال: اللهم دعوتني فأجبتك، وأمرتني فأطعتك، وهذا سحر فاغفر لي، فإن يعقوب صلوات الله عليه حين سرف بنيه أخرهم إلى السحر.
وقال سعد بن العاص رضي الله عنه: رصدت عمر رضي الله عنه فخرج إلى البقيع في السحر فاتبعته فأسرع حتى أترى البقيع فصلى ثم رفع يديه فقال: اللهم كبر سني وضعفت قوتي وخشيت الإنتشار من رغبتي، فاقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم، ولم يزل يقولها حتى أصبح.
وقال أنس رضي الله عنه كنا نؤمر إذا صابنا من الليل أن نستغفر من السحر سبعين مرة. وقال نافع: أقبلنا مع هرم بن حيان من خراسان، فإذا كنا في بعض الطريق مثلت ليلة سحر ببيت من الشعر، فرفع هرم بن حيان على السوط، فجلدني جلدة التويت منها، ثم قال لي: إن هذه الساعة التي تنزل الرحمة وتستجاب الدعوة بمثل الشعر.
وقال أبو الزيار كنت أخرج من السحر إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فلا أمر ببيت إلا ويه قارئ، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: كنا نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة، رب اغفر لي وتب إنك أنت التواب الرحيم، أو التواب الغفور، فمن استغفر سحرًا أو غيره، فليقل هذا. أو ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(سيد الاستغفار، اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أسألك بالنعمة وأبر بديني، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
فصل
وينبغي إذا قام أحد الزوجين للتهجد أن يوقظ الآخر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح وجهها بالماء. رحم الله امرأة