ربه، فلينظر أحدكم ما يناجي به ربه) وقال ابن سيرين: كانوا يرفعون أبصارهم في الصلاة ويلتفتون يمينًا وشمالاً، ولما نزل قوله عز وجل:} قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون {لم يلتفتوا يمينًا وشمالاً. وقال مجاهد في قول الله تعالى} وقوموا لله قانتين {. قال في القنوت الركوع والسجود والخشوع وغض البصر وخفض الجناح من رهبة الله، كان العلماء إذا قام أحدهم إلى صلاة يهاب الرحمن أن يشد بصره إلى شيء أو يلتفت أو يقلب الحصى، أو يعبث، أو يحدث نفسه بشيء من شأن الدنيا إلا ناسيًا، ما دام في صلاته.
وقال الحسن: إذا قمت إلى الصلاة فقم قانتًا كما أمرك الله، وإياك والسهو والالتفات أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره. وتسأل الله الجنة. وتعوذ بالله من النار وقلبك ساه لا يدري ما تقول بلسانك.
وقال ابن جريج: قلت لعطاء بن أبي رياح: أقبض بكفي اليمنى على عضدي اليسرى، وكفى اليسرى على عضدي اليمنى، فكرهه وقال: إنما الصلاة خشوع قال الله تعالى:} الذين هم في صلاتهم خاشعون {. وقد عرفتم الركوع والسجود والتكبير ولا يعرف كثير من الناس الخشوع قلت لعطاء: أيجعل الرجل يده على أنفه أو ثوبه؟ قال لا. قلت: من أحد يناجي ربه، وأحب إلى أن يخرقاه.
سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: (إذا صليت فإنك تناجي ربك فلا تبزقن أمامك ولا عن يمينك. قلت لعطاء: هل يبطل الالتفات الصلاة؟ قال: لا. قلت فأنظر عن يميني وشمالي: قال: لا، إلا أن تقيم صفًا ولا تطمح ببصرك أمامك، وتطمح به هاهنا وهاهنا، إنما الصلاة تخشع لله. قلت: والالتفات أشد من النظر عن اليمين أو الشمال قال: نعم، ينهى عن الالتفات في الصلاة. وبلغنا أن الرب تبارك وتعالى يقول: إلى من تلتفت يا ابن آدم؟ إني خير لك ممن تلتفت إليه.
وقال مجاهد: كان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع. وحدث أبا