للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكر كذلك. وقال ابن سرين: كانوا يقولون: لا يجاوز بصر الرجل في صلاته موضع سجوده فقال له مسلم بن بشير، ورأى حذيفة بن اليمان رجلًا يصلي ويعبث بلحيته، فقال: لو خشع قلبه لسكنت جوارحه، وقال سعيد بن جبير ينتقص الصلاة الاحتكاك وتعضضك أصابعك في الصلاة والوسوسة

وتقليب الحصى. وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلى بصلاة يجهز فيها القرآن، فلما فرغ من صلاته قال: (يا فلان، هل أسقطت من هذه السورة من شيء؟ قال: لا أدري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل فيكم أمي؟ قال: نعم. قال: يا أمي هل أسقطت من هذه السورة من شيء؟ قال: نعم يا رسول الله، كذا كذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هؤلاء الأقوام يتلى عليهم كتاب الله، ولا يدري ما تلى عنه مما نزل. هكذا خرجت عظمة الله من قلوب بني إسرائيل، فشهدت أبدانهم وغابت قلوبهم، ولا يقبل من عبد عملًا حتى يشهد قلبه مع بدنه).

وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه صلى ركعتين فخففهما ولم ينتقص من حدودهما شيئًا. وقال: أني أبادر بهما السهو، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أن الرجل ليصلي الصلاة ما يكون له منها إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها حتى انتهى إلى آخر العدد).

فصل

ومن معرفة المصلي بقد صلاته أن لا يجرد المكتوبات عن السنن المشروعة قبلها أو بعدها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رغب عن سنتي فليس مني). وقال الله عز وجل: {ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه}.

ومنها أن لا يقتصر من المكتوبة على أقل ما يجري كما ذكرناه في السنن المنفصلة عنها فلأن ذلك دلالة لاستقبال العبادة والتبرم بها، كما أن المقبل في الصلاة وأدائها بفرائضها.

<<  <  ج: ص:  >  >>