للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى تكون الثمرة مثل الجمل). وعنه صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة مالا، فتصدقوا ولا تعفوا عبد عن مظلمة، ابتغاء وجه الله إلا رفعه الله بها، غدًا يوم القيامة، ولا يفتح عبد على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر).

وقوله صلى الله عليه وسلم (لا تنقص صدقة مالا فتصدقوا) يدل ساقه على أن المراد به أن ما يخرجه المؤمن ماله في وجه الصدقة لا يعرضه للفقر، وما كانت صدقة قط سببًا لفقر صاحبها، فتصدقوا ولا تخشوا أن تفتقروا إذا تصدقتم. وهذا إذا كانت الصدقة مستوفية شرائطها التي تذكر بعد هذا إن شاء الله.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: أهديت لنا شاة مستوية، فقسمتها كلها إلا كتفها، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له فقال (شاتكم كلها لكم إلا كتفها) وقال عليه السلام: (من استطاع منكم أن يبقي النار ولم يستو ثمره فليفعل). ومما جاء في قول الله عز وجل {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. روى أنها لما نزلت، قال أبو طلحة: يا رسول الله، إني أحب أموالي وإني جعلتها لله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (في قرابتك). فقسمها أبو طلحة بين قرابته أبي بن كعب وحسان بن ثابت واعتق بن عمرو جارية يقال لها أرميته وقال: إني سمعت الله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} واني كنت والله لأحبك، فاذهبي فأنت لوجه الله. وقال ابن عمر لصفية: إن عبد الله بن جعفر أعطاني سبعة آلاف دينار أو عشرة آلاف دينار. قالت: فما ينتظر؟ قال: خير من ذلك هو حر لوجه الله، ثم قرأ: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} ومما جاء في قوله عز وجل: {واقرضوا الله قرضًا حسنًا}. روى أنها لما نزلت قال الدحداح: إن الله يريد منا القرض، قال: نعم يا أبا الدحداح. قال: فإني

<<  <  ج: ص:  >  >>