أقرضت ربي حائطي. قال وكانت فيه ستمائة نخلة. فجاء إلى الحائط وقال لأم الدحداح: اخرجي فقد أقرضته ربي.
فصل
أن لصدقة التطوع شرائط، فمنها: أن تكون من فضل المال، فأما من كان ماله مستغرقًا حاجته فلا ينبغي له أن يتصدق بماله ويدع عياله، ولا ينبغي لأحد أن يتصدق بجميع أمواله ويحوج نفسه إلى غيره.
ومنها: إذا تصدق بدأ بذوي أرحامه ولا يميز فيها بين الواصل والقاطع بل يبدأ بذي الرحم الكاشح.
ومنها: أنه إن فضل عن ذي قرابة فضل آثر به الجيران، فإن فضل منهم صدقة، إلى المتعففين من المحتاجين، وهم الذين لا يسألون الناس. ومنها: أن لا يحصي ما يتصدق به فيعرض ذلك على قلبه ويبته كما يبت حساب تجارته.
ومنها: أن يخفي صدقته إذا استطاع لم يتخذ بها.
ومنها: أن لا يمن على السائل لا يؤذيه بالتعيير.
ومنها: أن يحبس أصل المال إذا أراد الصدقة ويسأل المنفعة.
ومنها: أن يتصدق بأحب أمواله إليه.
ومنها: أن تكون صدقته في سبيل الله بأن يعين عازبًا.
ومنها: أن يتصدق في مرضه أو بعد موته.
ومنها: أنه إذا أراد الصدقة في وقت دون وقت، تحرى بصدقته يوم الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان.
ومنها: أن يؤثر مناولة المحتاج بيده، ولا يكلها إلى غيره.
ومنها: أن يكون مقلاً فيسمح بالفضل عن ضرورته.
ومنها: أن يتصدق من كسب يده.
فأما أن الصدقة من فضل المال، فإن الله عز وجل يقول: {يسألونك ماذا تنفقون؟