به إليك؟ قلت: يا رسول الله، أليس قلت: أن خيرًا أن لا تأخذ من الناس شيئًا؟ قال: إنما ذلك أن تسأل الناس بسر ما جاءك من غير مسألة فإنما هو رزق رزقكه الله) وفي بعض الروايات: (ساقه الله إليك، ومن قدر على أن يكتسب ما يكفيه فذلك أولى به من أن يسأل الناس).
قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لئن يحتزم أحدكم حزمة من حطب يحملها على ظهره فيبيعها خير له من أن يسأل رجلاً يعطيه أو يمنعه. ولئن يأخذ ترابًا يجعله في فيه خير له من أن يجعل فيه من حرم الله تعالى).
ومن آداب السؤال أن لا يقوم السائل في المساجد فيسأل. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تسألوا الناس في مساجدهم فتبخسوهم، ولكن سلوهم في منازلهم، فمن أعطى أعطى، ومن منع منع، وعن الحسن يرفعه قال: ينادي مناد يوم القيامة ليقم بغيض الله، فيقوم سؤال المساجد. ومنها أن لا يسأل بالقرآن، وقد ذكرته فيما تقدم.
وعنه قال: جاء عابد بن عمرو من المسجد الجامع حتى إذا بلغ أصحاب إذا رجل والناس مجتمعون عليه، فنظر فاذا رجل يقرأ ويسأل، فالتمس سوطًا فوجده. ثم أتى الناس فقال: أفرجوا، فعلا رأسه ضربًا حتى سبقه عدوًا، فقال: يا عباد الله، ما كنت أرى أني أبقى حتى أرى أحدًا يسأل كتاب الله شيئًا. ويجوز وجه الكراهية في هذا أنه ربما لم يعط، فيكون عوض كتاب الله أن لا يزد المتسول به، وفي ذلك بعض الغيظ من حرمة. أو يكون أنه إذا التمس بالقرآن مالاً كانت منزلته كمنزلة من يلتمس بالصلاة والصيام مالاً وذلك لا معنى له.
ومنها أن لا يلح إذا سأل. قال الله تعالى:{لا يسألون الناس الحافًا} وقال الحسن: إذا جد السؤال جد المنع، وعن عائشة رضي الله عنها قال: أمرني رسول الله