صلى الله عليه وسلم إذا الحف السائل في المسألة أن لا أعطيه شيئًا، وأمرني إن لم يكن شيئًا أعطيه، اعرض عليه شربة ماء، فإن أباها، قلت: رزقنا الله وإياك. ونهاني أن أقول: بورك فيه، فإنه يأتينا البر والفاجر.
وعن عطاء يرفعه، قال:(إذا ازددت السائل ثلاثًا فلم يذهب، فلا بأس أن تزيده) وكان الحسن رحمه يحبس السؤال يوم الجمعة عند الخطبة. وكان عكرمة لا يرى جهة.
وسمع ابن مسروق رجلاً يقول: إن الزاهدين في الدنيا الراغبون في الآخرة، فقال: إني لأكره أن أعطي مثل هذا الرجل، أعطوني، تصدقوا علي.
ومنها: أنه إذا أعطى شيئًا لم يسخطه. جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:(إن سائلاً سأله فأعطاه، فوخس بها. فجاءه آخر فأعطاه ثمرة فأخذها وقال: ثمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: اجلس. ثم أرسل رسولاً إلى أم سلمة: ابعثي لي بصرة الدراهم، فجيء بها فقال: أعطها إياه). قال انس حرر بها نحوًا من أربعين.
ومنها: أنه إذا سأل لم يسأل بالله تبارك وتعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ألا أخبركم بشر الناس رجل يسأل بالله ولا يعطي به). وهذا الحديث يدل على أن السؤال بالله يختلف، فإذا كان المسؤول ممن يعلم السائل، أنه إذا سأله بالله اهتز لإعطائه واغتنمه جاز له أن يسأله. وإن كان ممن يلتوي ويضجر ولا يأمن أن يرد فحرام عليه أن يسأل بالله عز وجل، ويثيبه أن يكون ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:(إن كنت لابد سائلاً فسل الصالحين) موضوعًا في هذا الموضع وكان سلمة إذا سئل بوجه الله انف وقال: إذا لم يعط بوحه الله فبماذا يعطي، وكان يقول في مسألة الحاف. ومعنى أنه كان يكره له السؤال بالله ضيفة أن يضطر به من ليس به العطاء، فيكون كأنه انتزعه وهو كاره.
وقام رجل في مسجد فيه عويم بن ساعدة وكان بدويًا فقال: إني أسألكم بوجه الله