للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما القراء وحملة القرآن فإنهم جمعوا بين حضور الجماعات، ثم الانفراد في بيوتهم بالصلاة فهو أحسن. فإن لم يطيقوا بالانفراد بالصلاة أولى بهم لأنه شهر القرآن، فالقراءة ممن يحسنها أفضل من الاستماع إلى قراءة غيره والله أعلم.

فصل

وينبغي للصائم أن يصوم بجميع جوارحه، كما لا يأكل ولا يشرب ولا يباشر أهله، فكذلك ينبغي له أن يصوم ببشرته فلا يقض بها إلى بشرة أهله بشهوة، وبعينه فلا ينظر إليها بشهوة، وبقلبه فلا يتفكر في محاسنها، لئلا تساوره الشهوة فيكون منه ما يفسد الصوم أو تبور منه الجنابة، فيكون قد قضى شهوته، ويطيل ببذل الصبر أجره، وبلسانه فلا يغتاب ولا يسب ولا يخاصم ولا يكذب، ولا يرجى زمانه بإنشاد الأشعار ورواية الأسماء والمضاحك، والثناء على من لا يستحق الثناء والمدح، والذم بغير حق وغير ذلك. وبيده لا يمدها إلى باطل، وبرجله لا يمشي بها إلى باطل، وبجميع قوى بدنه فلا يفسدها في باطل.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه). وقال النبي صلى الله عليه وسلم. (ما صام من ظل يأكل لحوم الناس). وقال: (إذا كان أحدكم صائمًا، فلا يرفث ولا يفسق، ولا يجادل. فإن أحد جهل عليه فليقل: إني صائم). ومعنى ذلك -والله أعلم -فليقل في نفسه إني صائم، فلا ينبغي أن أساور وأخاصم.

وبما يستحب في هذا الشهر الجود والإفضال، وقد مر القول فيه بعض الأبواب المتقدمة، وأفضل ذلك كفاية المحتاجين، أم فطرهم. جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائمًا فله مثل أجره، ولا ينقص من أجر الصائم شيء). ومعنى ذلك -والله أعلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>