للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ" ١.

وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ قُرَيْشًا جَلَسُوا فَتَذَاكَرُوا أَحْسَابَهُمْ بَيْنَهُمْ فَجَعَلُوا مَثَلَكَ مَثَلَ نَخْلَةٍ فِي كَبْوَةٍ مِنَ الْأَرْضِ. فَقَالَ النَّبِيُّ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ فِرَقِهِمْ وَخَيْرِ الْفَرِيقَيْنِ, ثُمَّ خَيْرِ الْقَبَائِلِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ, ثُمَّ خَيْرِ الْبُيُوتِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ بُيُوتِهِمْ, فَأَنَا خَيْرُهُمْ نَفْسًا وَخَيْرُهُمْ بَيْتًا" ٢. وَفِي رِوَايَةٍ فَقَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "مَنْ أَنَا؟ " فَقَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْكَ السَّلَامُ. قَالَ: "أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ, إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ, ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ فِرْقَةً, ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً, ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا وَخَيْرِهِمْ نَفْسًا" ٣ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَحَمَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أُصُولَ نَبِيِّنَا مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمْ يَشُبْ نَسَبَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ لَا مِنْ جِهَةِ آبَائِهِ وَلَا مِنْ جِهَةِ أُمَّهَاتِهِ وَلَمْ يُولَدْ إِلَّا مِنْ نِكَاحٍ كَنِكَاحِ الْإِسْلَامِ كَمَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ مَرْفُوعًا "إِنِّي وُلِدْتُ مِنْ نِكَاحٍ وَلَمْ أُولَدْ مِنْ سِفَاحٍ" ٤.

مَوْلِدُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

وَكَانَ مَوْلِدُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ الْفِيلِ كَمَا رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ


١ مسلم "٤/ ١٧٨٢/ ح٢٢٧٦" في الفضائل، باب فضل نسب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتسليم الحجر عليه قبل النبوة.
٢ الترمذي "٥/ ٥٨٤/ ح٣٦٠٧" في المناقب، باب فضل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال الترمذي: حديث حسن.
وفي سنده يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف. ويشهد له الذي قبله.
٣ الترمذي "٥/ ٥٨٤/ ح٣٦٠٨" في المناقب، باب ما جاء في فضل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: هذا حديث حسن. وأحمد "١/ ٢١٠" وهو من طريق يزيد بن أبي زياد المتقدم. وهذا اللفظ لم يرو إلا من طريقه. انظر دلائل النبوة للبيهقي ١/ ١٦٨" والبداية والنهاية "٢/ ٢٥٦-٢٥٧".
٤ رواه عبد الرزاق في تفسيره "البداية والنهاية ٢/ ٢٥٥-٢٥٦" قال ابن كثير: وهذا مرسل جيد ورواه ابن عدي موصولا "البداية والنهاية ٢/ ٢٥٦" وقال: غريب من هذا الوجه ولا يكاد يصح. والحديث له طرق عدة كلها لا تخلو من ضعف شديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>