للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَاءَى اللَّهُ بِهِ" ١. وَلَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ, وَمَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللَّهُ بِهِ" ٢. وَلَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعِلْمِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ مَسَامِعَ خَلْقِهِ, وَصَغَّرَهُ, وَحَقَّرَهُ" فَذَرَفَتْ عَيْنَا عَبْدِ اللَّهِ٣. وَلِلْبَزَّارِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تُعْرَضُ أَعْمَالُ بَنِي آدَمَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُحُفٍ مُخَتَّمَةٍ, فَيَقُولُ اللَّهُ: أَلْقُوا هَذَا وَاقْبَلُوا هَذَا, فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ, وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُ إِلَّا خَيْرًا, فَيَقُولُ: إِنَّ عَمَلَهُ كَانَ لِغَيْرِ وَجْهِي, وَلَا أَقْبَلُ الْيَوْمَ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهِي"٤. وَلِوَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْخُزَاعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ اللَّهِ حَتَّى يَجْلِسَ" ٥. وَلِأَبِي يَعْلَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحْسَنَ الصَّلَاةَ حَيْثُ يَرَاهُ النَّاسُ وَأَسَاءَهَا حَيْثُ يَخْلُو؛ فَتِلْكَ اسْتِهَانَةٌ اسْتَهَانَ بِهَا رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ"٦.

[الرِّيَاءُ وَالنِّفَاقُ] :

ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ الرِّيَاءَ قَدْ أُطْلِقَ فِي كِتَابِ اللَّهِ كَثِيرًا, وَيُرَادُ بِهِ النِّفَاقُ الَّذِي هُوَ أَعْظَمُ الْكُفْرِ وَصَاحِبُهُ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ, كَمَا قَالَ تَعَالَى: {كَالَّذِي يُنْفِقُ


١ أحمد "٥/ ٤٥" وسنده صحيح.
٢ أحمد "٣/ ٤٠" وابن ماجه "٢/ ١٤٠٧/ ح٤٢٠٦" في الزهد، باب الرياء والسمعة.
وفيه عطية العوفي وهو ضعيف, وله شواهد صحيحة كالذي قبله. وهو عند البخاري ومسلم من حديث جندب رضي الله عنه.
٣ أحمد "٢/ ١٦٢" "٢/ ١٩٥" وفي سنده رجل مبهم, ورواه الطبراني في الكبير وسمَّى الرجل, وهو خيثمة بن عبد الرحمن فإسناده صحيح.
٤ البزار "ابن كثير في تفسيره ٣/ ١١٦" وفيه الحارث بن غسان قال عنه الذهبي: مجهول "الميزان ١/ ٤٤١" وقال ابن حجر: وحديثه في الرياء لا يتابع عليه "اللسان ٢/ ١٥٦" ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير "١/ ٢١٨" وقال: حَدَّث بمناكير.
٥ رواه الطبراني في الكبير "المجمع ١٠/ ٢٢٦" من رواية يزيد بن عياض عن عبد الرحمن الأعرج عنه به مرفوعا, ويزيد بن عياش متروك والحديث له شواهد حسنة. وانظر ابن كثير "٣/ ١١٦".
٦ أبو يعلى "٩/ ٥٤" وسنده ضعيف, فيه إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف, ورواه البيهقي في الصلاة "٢/ ٢٩٠" من طريقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>