كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول

الفصل الأول توحيد المعرفة والإثبات - رفع الأيدي إليه تعالى والأبصار في أحاديث القنوت والاستسقاء والدعاء - ج: 1 - ص: 168

السَّمَاءِ" ١. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ الذُّهَيْبَةِ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً" ٢ وَفِي الصَّحِيحِ قَالَ الْمُغِيرَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ" ٣ وَفِيهِ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَتَمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ فَلَا تُصَدِّقْهُ, إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} .٤

وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَهَا: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} ٥ الْآيَاتِ, وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.

وَمِنْ ذَلِكَ رَفْعُ الْأَيْدِي إِلَيْهِ وَالْأَبْصَارِ كَمَا فِي أَحَادِيثِ الْقُنُوتِ٦ وَأَحَادِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ.٧ وَحَدِيثِ دُعَائِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى النَّفَرِ الَّذِينَ طَرَحُوا عَلَى ظَهْرِهِ الشَّرِيفِ سَلَا

---

١ مسلم "٤/ ١٩٢٣/ ح٢٤٧٣" في فضائل أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه. وأحمد "٥/ ١٧٤".
٢ تقدم ذكره.
٣ البخاري "١٣/ ٥٠٣" في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} .
٤ البخاري "١٣/ ٥٠٣" في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} . ومسلم "١/ ١٩٥-١٩٦/ ح١٧٧" في الإيمان، باب معنى قول الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} .
٥ البخاري "١٣/ ٥٠٣" في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} .
ومسلم "١/ ٩٠-٩١/ ح٨٦" في الإيمان، باب الشرك أعظم الذنوب وبيان أعظمها بعده.
٦ قال أنس رضي الله عنه: لقد رأيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم -يعني الذين قتلوهم- رواه البيهقي في السنة الكبرى "٢/ ٢١١". قال النووي: إسناده صحيح أو حسن "المجموع ٣/ ٥٠٠".
٧ ورد رفع اليدين في دعاء الاستسقاء ومثاله حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وفيه: فبينما النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخطب يوم الجمعة قام إعرابي فقال: يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا، فرفع يديه ...
البخاري "٢/ ٥٠١" في الاستسقاء، باب الاستسقاء في المسجد الجامع.
ومسلم "٢/ ٦١٢-٦١٣/ ح٨٩٧" في الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء وغيرهم.