٢ أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقد رواه مسلم في صحيحه "١/ ١٥٨/ ح١٧٥" في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ، وهل رأى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ربه ليلة الإسراء؟. قال عطاء عن أبي هريرة: ولقد رآه نزلة أخرى. قال: رأى جبريل وكذلك ابن مسعود رضي الله عنه. رواه مسلم كذلك في صحيحه "١/ ١٥٨/ ح١٧٤" في الإيمان، باب في ذكر سدرة المنتهى. قال زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود، قال: ما كذب الفؤاد ما رأى. قال: رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح. وقد روى الإمام أحمد حديث ابن مسعود مرفوعا. قال ابن مسعود رضي الله عنه في هذه الآية: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} قال: قال رسول الله, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رأيت جبريل وله ستمائة جناح، ينتثر من ريشه التهاويل: الدر والياقوت". "المسند ١/ ٤٦٠" قال ابن كثير: إسناده جيد قوي. ورواه أحمد كذلك من طريق أخرى مرفوعا بلفظ: رأيت جبريل على سدرة المنتهى، وله ستمائة جناح "المسند ١/ ٤٠٧". وقال ابن كثير: وهذا أيضا إسناده جيد. فما تقدم يعلم أن الذي رآه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليلة أسري به هو جبريل عليه السلام, لورود ذلك من صاحب الشأن وهو رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولا عبرة لقول غيره مع قوله. =