للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِأَبِي: "هَذَا ابْنُكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ" ١. وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَلْقَى رِدَاءَهُ وَقَالَ: يَا سَلْمَانَ انْظُرْ إِلَى مَا أُمِرْتُ بِهِ؟ قَالَ: فَرَأَيْتُ الْخَاتَمَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ"٢, وَرَوَى يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ التَّنُوخِيِّ الَّذِي بَعَثَهُ هِرَقْلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ بِتَبُوكَ الْحَدِيثَ, وَفِيهِ "فَحَلَّ حَبْوَتَهُ عَنْ ظَهْرِهِ ثُمَّ قَالَ: هَهُنَا امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ, قَالَ: فَجُلْتُ فِي ظَهْرِهِ فَإِذَا أَنَا بِخَاتَمٍ فِي مَوْضِعِ غُضْرُوفِ الْكَتِفِ مِثْلِ الْحَجْمَةِ الضَّخْمَةِ"٣. وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ غِيَاثٍ الْبَكْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ بِالْمَدِينَةِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِي كَانَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَقَالَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ: هَكَذَا لَحْمٌ نَاشِزٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ٤. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ مِنْ بَعْدِهِ -يَعْنِي الْأَمْرَ- تَبِعْتُهُ. وَقَدَّمَهَا فِي بِشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ, فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قِطْعَةُ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ وَقَالَ: "لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا, وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ. وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ. وَإِنِّي لَأَرَاكَ الَّذِي أُرِيْتُ فِيكَ مَا رَأَيْتُ, وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي" ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَإِنِّي لَأَرَاكَ الَّذِي أُرَيْتُ فِيكَ مَا رَأَيْتُ" فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدِي سُوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ,


١ أحمد "٢/ ٢٢٧ و٢٢٨ و٣/ ٤٣٥، ٤/ ١٦٣ و٥/ ٣٥" بأسانيد عدة والحديث صحيح. ورواه يعقوب بن سفيان في تاريخه "البداية والنهاية ٦/ ٢٧".
٢ البيهقي "دلال النبوة ١/ ٢٦٥-٢٦٦" وفيه سلامة العجلي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح "ت١٣٠٦" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
٣ يعقوب بن سفيان في تاريخه "البداية والنهاية ٦/ ٢٧-٢٨" ورواه أحمد "٣/ ٤٤١-٤٤٢" قال ابن كثير: هذا حديث غريب وإسناده لا بأس به "البداية والنهاية ٥/ ١٦" ورواه البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان "دلائل النبوة ١/ ٢٦٦".
٤ أحمد "٣/ ٦٩" وفي سنده عبد الله بن ميسرة وهو ضعيف. وقال ابن كثير: تفرد به أحمد من هذا الوجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>