للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ١.

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ الْهِجْرَةِ الطَّوِيلِ: فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مالك بن جشعم عَلَى فَرَسٍ لَهُ, فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ, قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: "لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" ٢.

وَفِيهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا, فَقَالَ: "مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثَهُمَا" ٣.

وَفِيهِمَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ" ٤.

وَفِي لَفْظٍ قَالَ: "كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا ثُمَّ عُمَرَ ثُمَّ عُثْمَانَ, ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ"٥.

وَفِيهِمَا وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً لَهُ قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا وَلَكِنِّي إِنَّمَا خُلِقْتُ


١ انظر توجيه هذه الآية وأن المقصود "بالأتقى" هو الصديق في الكتاب المستطاب "منهاج السنة النبوية" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى "٤/ ٢٧٣" فإن فيه من التحرير المفيد ما لا تجده في غيره.
٢ تقدم ذكره.
٣ البخاري "٧/ ٨-٩" في فضائل الصحابة، باب مناقب المهاجرين وفضلهم، وباب هجرة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى المدينة، وفي تفسير سورة براءة، ومسلم "٤/ ١٨٥٤/ ح٢٣٨١" فيه، باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه.
٤ البخاري "٧/ ١٦" في فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
٥ البخاري "٧/ ٥٣-٥٤" في فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه. قلت: وقد وهم المصنف بعزوهما لمسلم ولم يخرجها.

<<  <  ج: ص:  >  >>