للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَرْشِي" وَذَكَرَ الْأَثَرَ، قَالَ الذَّهَبِيُّ: هُوَ ثَابِتٌ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ١. وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: "لَمَّا تَعَجَّلَ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ رَأَى فِي ظِلِّ الْعَرْشِ رَجُلًا يَغْبِطُهُ, فَسَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُخْبِرَهُ بِاسْمِهِ فَقَالَ: لَا وَلَكِنِّي أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ مِنْ فِعْلِهِ, كَانَ لَا يَحْسُدُ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ, وَلَا يَعُقُّ وَالِدَيْهِ وَلَا يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ" قَالَ الذَّهَبِيُّ: إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ٢. وَعَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: مَا أَخَذَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ مِنَ الْعَرْشِ إِلَّا كَمَا تَأْخُذُ الْحَلْقَةُ مِنْ أَرْضِ الْفَلَاةِ٣. وَعَنْهُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قَالَ: يُجْلِسُهُ أَوْ يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ٤. قَالَ الذَّهَبِيُّ: لِهَذَا الْقَوْلِ طُرُقٌ خَمْسَةٌ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ وَعَمِلَ فِيهِ الْمَرْوَزِيُّ مُصَنَّفًا, وَعَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ: "أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا سَمِعَ الْكَلَامَ قَالَ: مَنْ أَنْتَ الَّذِي يُكَلِّمُنِي قَالَ: أَنَا رَبُّكَ الْأَعْلَى" قَالَ: الذَّهَبِيُّ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ٥. وَعَنْهُ قَالَ: إِنِّي أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كُنَّ طَبَقًا مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ رَجُلٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَخَرَقَتْهُنَّ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ٦. وَعَنْ أَبِي عِيسَى يَحْيَى بْنِ رَافِعٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ مَلَكًا لَمَّا اسْتَوَى الرَّبُّ عَلَى كُرْسِيِّهِ سَجَدَ فَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ فَيَقُولُ لَمْ أَعْبُدْكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ٧. وَعَنْ قَتَادَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:


١ الذهبي في العلو "ص٩٣-٩٤" وقال: وهو ثابت عن أبي قلابة وأين مثل أبي قلابة في الفضل والجلالة؟! هرب من توليته القضاء من العراق إلى الشام.
٢ ذكره الذهبي في العلو معلقا "ص٩٤" وسنده ضعيف فزهير بن معاوية بن حديج سمع من أبي إسحاق بعدما اختلط وهو كذلك هنا فحديثه عنه لين. ومع ذلك قال الذهبي: إسناده قوي.
٣ ذكره الذهبي في العلو معلقا "ص٩٤" وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.
٤ رواية مجاهد رواها ابن جرير في تفسيره "١٥/ ١٤٥" والذهبي في العلو "ص٩٤" وهي رواية عنه ضعيفة فيها ليث وقد ضعف وهذا خلاف الثابت في تفسير المقام المحمود وأنه الشفاعة العظمى يوم القيامة.
٥ الذهبي في العلو "ص٩٤". وقال الذهبي: إسناده صحيح ونوف من علماء التابعين ووعاظهم.
قلت: هو تلميذ كعب الأحبار فلعله أخذ هذا عنه من الإسرائيليات.
٦ ذكره الذهبي في العلو معلقا "ص٩٥" ومنه علي بن زيد بن جدعان وقد ضعف.
٧ في العلو معلقا "ص٩٥" وفيه نعيم بن حماد وفيه ضعف من قبل حفظه مع تشدده في السنة ودفاعه عنها. وهو من أمور الغيب التي لا تقال من قبل الرأي.

<<  <  ج: ص:  >  >>