للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُسْلِمٌ١. وَلِأَبِي عُبَيْدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَبْطَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةً بَعْدَ الْعَشَاءِ ثُمَّ جِئْتُ, فَقَالَ: "أَيْنَ كُنْتِ؟ " قُلْتُ: كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِكَ لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَ قِرَاءَتِهِ وَصَوْتِهِ مِنْ أَحَدٍ, قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى اسْتَمَعَ لَهُ, ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: "هَذَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ, الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَ هَذَا" إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ٢، وَالْأَحَادِيثُ فِي هَذَا كَثِيرَةٌ.

"كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ مُتَعَلِّقَانِ بِـ"يُنْظَرُ" أَيْ: إِلَى الْقُرْآنِ فِي الْمُصْحَفِ وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَاتِ وَأَجَلِّهَا. وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ بِإِسْنَادٍ فِيهِ ضَعْفٌ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "فَضْلُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ نَظَرًا على من يقرأه ظَهْرًا كَفَضْلِ الْفَرِيضَةِ عَلَى النَّافِلَةِ"٣. وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَدِيمُوا النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ٤. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ نَشَرَ الْمُصْحَفَ فَقَرَأَ فِيهِ٥. وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ إِخْوَانُهُ نَشَرُوا


١ ليس عند مسلم بهذا اللفظ إنما هو دون قوله: "لو أعلم أنك تستمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا" مسلم "١/ ٥٤٦/ ح٧٩٣" في صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن وأما لفظ: "أما إني يا رسول الله لو علمت ... " فقد رواه أبو يعلى في مسنده وفيه خالد بن نافع الأشعري وهو ضعيف "المجمع ٧/ ١٧٤". قال ابن حجر: وللروياني من طريق مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه وقال فيه لو علمت....". قلت: رجاله ثقات إذا سلم ممن تحت مالك. ورواه بقي بن مخلد "فضائل القرآن لابن كثير ٧/ ٤٦١" وسنده حسن.
وروى ابن سعد في الطبقات عن أنس أن أبا موسى قام ليلة يصلي فسمع أزواج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صوته وكان حلو الصوت فقمن يسمعن, فلما أصبح قيل له: إن النساء كن يستمعن فقال: لو علمت لحبرتكن تحبيرا ولشوقتكن تشويقا "الطبقات ٢/ ٣٤٥". قال ابن حجر: إسناده على شرط مسلم "الفتح ٩/ ٩٣".
٢ أبو عبيد في فضائل القرآن "فضائل القرآن لابن كثير ٧/ ٤٨٠"، ورواه ابن ماجه "١/ ٢٤٥/ ح١٣٣٨" في إقامة الصلاة، باب في حسن الصوت بالقرآن والحاكم "٣/ ٢٢٥-٢٢٦" وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
٣ فضائل القرآن لأبي عبيد "ابن كثير فضائل القرآن ٧/ ٤٨٩" وسنده ضعيف وضعفه الحافظ في الفتح "٩/ ٧٨" قلت: في سنده معاوية الصدفي وهو ضعيف وبقية وقد عنعن.
٤ رواه عبد الرزاق في مصنفه "ح٥٩٨٨" ومن طريقه الطبراني في الكبير "٨٦٩٦" وعزاه صاحب الكنز لابن أبي داود في المصاحف "ح٤١٣٦" ولم أجده عنده في المطبوع. وقال الحافظ: إسناده صحيح "الفتح ٩/ ٧٨".
٥ الذي وجدته من قول ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب إذا دخل ... " الكنز "ح٤١٠٨" وعزاه لابن أبي داود ولم أجده عنده في المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>