كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول

الفصل الأول توحيد المعرفة والإثبات - "الزيادة" في آية {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} هي النظر إلى وجه الله الكريم - ج: 1 - ص: 327

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "يَا جَابِرُ أَلَا أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِأَبِيكَ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: مَا كَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَحَدًا إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ, وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا, فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً, قَالَ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ لَا يُرْجَعُونَ. قَالَ: يَا رَبِّ فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي". فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} الْآيَةَ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ, قُلْتُ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ١. وَلِلتِّرْمِذِيِّ وَالطَّبَرَانِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَرَجُلٌ يَنْظُرُ فِي مُلْكِهِ أَلْفَيْ سَنَةٍ يُرَى أَقْصَاهُ كَمَا يُرَى أَدْنَاهُ يَنْظُرُ إِلَى أَزْوَاجِهِ وَسُرُرِهِ وَخَدَمِهِ, وَإِنَّ أَفْضَلَهُمْ مَنْزِلَةً مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ" ٢ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عَرَفَةَ: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ٣، وَفِي رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ هُشَيْمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

---

١ الترمذي "٥/ ١٣٠-١٣١/ ح٣٠١٠" في تفسير القرآن، باب سورة آل عمران وابن ماجه "١/ ٦٨/ ح١٩٠" في المقدمة. والحاكم "٣/ ٢٠٤" وإسناده حسن.
وقوله: إسناده صحيح هو قول ابن القيم في حادي الأرواح "ص٣٦٢".
٢ الترمذي "٤/ ٦٨٨/ ح٢٥٥٣" في صفة الجنة، باب ١٧ وفي "٥/ ٤٣٠/ ح٣٣٢٨" في تفسير القرآن، باب ومن سورة المدثر. وأخرجه أحمد٢ "١٣، ٦٤" وأبو يعلى في مسنده "٥٧١٢ و٥٧٢٩" والطبري في التفسير "٢٩/ ١٠٤" والبغوي في شرح السنة "١٥/ ٢٣٢-٢٣٣" وفي التفسير "٧/ ١٨٦" والطبراني "المجمع ١٠/ ٤٠٤" "وذكره في الزوائد هو خلاف ما التزمه الهيثمي".
والحاكم "٢/ ٥٠٩-٥١٠" واللالكائي "ح٨٤١". وإسناده ضعيف في ثوير بن أبي فاختة وهو واه الحديث.
٣ الحسن بن عرفة "حادي الأرواح ص٣٦٣" وسنده ضعيف للعلة التي في قبله. وهذه الزيادة هي عند الترمذي كذلك.