يقول باتون (ص ٤٣ - ٤٤): وقد استقيت الكثير من مادة بحثي من "الحلية"؛ لأنه أوسعهما مادة، وأكثرهما تفصيلًا، وأجلاهما بيانًا للحقائق المتعلقة بسيرة الإمام أحمد، كما أنه أقدم المصادر الثلاثة السابقة. وتزودنا ترجمة السبكي لأحمد بمادة غزيرة تتعلق بالدور الذي قام به أحمد في المحنة، ولكنها لم تبسط القول في ترجمة الإمام في الأعوام السابقة للمحنة أو التالية لها. أما بحث المقريزي، فإني أكاد أتيقن أنه جزء من كتابه الكبير "المقفى". . وترجمة المقريزي لأحمد تفوق ترجمة أبي نعيم، إذا راعينا أحكام التأليف، وجودة الإنتاج الأدبي. . ولكنها لا تجدي كثيرًا الباحث الذي يسعى لجمع المادة التاريخية. . غير أن "الحلية" لسعة مادتها، وكثرة رواياتها المتعلقة بنواحٍ فرعية صغيرة في سيرة أحمد، تزوده بمادة أغزر وبيان أوفى، وتفصيل أدق عما جاء في كتابة المقريزي. اهـ.
وعلق الأستاذ عبد العزيز على كتاب المقريزي قال (ص ٢٦٦): ولم أجد هذِه الترجمة في المخطوطة المصورة بدار الكتب بالقاهرة؛ لأنها صورت عن قطعة أخرى من "المقفى" محفوظة في المكتبة الأهلية بباريس. اهـ.
وهناك مصادر أخرى اعتمد عليها باتون ذكرها في هوامش الرسالة، وقد جمعها الأستاذ عبد العزيز في خاتمة الترجمة (ص ٢٦٦ - ٢٧٢) منها: "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي، و"النجوم الزاهرة" لابن تغري بردي، و"تاريخ الطبري"، و"مروج الذهب" للمسعودي، وغيرها. واعتمد أيضًا على بعض الدراسات الحديثة لبعض المستشرقين، مثل:"دراسات إسلامية"، و"مواد جديدة في مؤلفات الحديث عند المسلمين"، و"الظاهرية فقهها وتاريخها" كلها لجولدتسيهر، و"المنازعات الاعتقادية" لهوتسما، وغيرها.
ويذكر بانون منهجه في التأليف (ص ٤٤) يقول: وقد اتجهت محاولتي إلى الانتفاع بهذِه المواد التاريخية التي جمعتها، بحيث جعلت كل رواية من الروايات مكملة لغيرها، معززة لها. ومع ذلك فقد ألفت بين هذِه النتف