قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: ما أكثر الداعين لك! فتغرغرت عينه وقال: أخاف أن يكون هذا استدراجًا، وقال: قال محمد بن واسع: لو أن للذنوب ريحًا ما جلس إليَّ منكم أحد، وقال: حدثنا يونس بن عبيد قال: دخلنا على محمد بن واسع نعوده، فقال: وما يغني عني ما يقول الناس إذا أخذ بيدي ورجلي وألقيت في النار.
"الورع" للمروذي (٤٩١) - (٤٩٣)
قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: إن بعض المحدثين قال لي: أبو عبد اللَّه لم يزهد في الدراهم وحدها، قد زهد في الناس.
فقال أبو عبد اللَّه: ومن أنا حتى أزهد في الناس؟ الناس يريدون يزهدون فيَّ. وقال أبو عبد اللَّه: أسأل اللَّه أن يجعلنا خيرًا مما يظنون، ويغفر لنا ما لا يعلمون.
"الورع" للمروذي (٤٩٤)
قال المرّوذي: ذكرت لأبي عبد اللَّه رجلًا من المحدثين، فقال: إنما أنكرت عليه أن ليس زيه زي النساك.
"الورع" للمروذي (٥٦٢)
قال المرّوذي: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: أنا منذ أكثر من سبعين سنة في كل نعيم، وقال: ما قل من الدنيا أقل للحساب.
قلت له: إن رجلًا قال: إن أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث ليسا عندي زهادا، أحمد له خبز يأكله، وبشر له دراهم تجيئه من خراسان، فتبسم أبو عبد اللَّه وقال: أمن الزهاد أنا!
"الورع" للمروذي (٦٢٣)
قال المرُّوذي: قال لي أبو عبد اللَّه: قد جاء يحيى بن خاقان ومعه شُوَي، فجعل يقلله أبو عبد اللَّه ويقلله.
قلت له: قالوا: إنها ألف دينار. قال: هكذا قال، وقال: فرددتها عليه، فبلغ الباب، ثم رجع، فقال: إن جاءك أحد من أصحابك بشيءٍ تقبله؟ قلت: لا، قال: إنما أُريد أن أخبر الخليفة بهذا.