للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عبد اللَّه: قال لي أَبي: خذ أي كتاب شئت من كتب وكيع من المصنف، فإن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإسناد، وإن شئت بالإسناد حتى أخبرك أَنا بالكلام.

"المناقب" ص ٨٨، "سير أعلام النبلاء" ١١/ ١٨٦، "طبقات الشافعية" ٢/ ٢٨، "الجوهر المحصل" ص ٤٣

قال أبو القاسم بن الجَبُّلي: أكثر الناس يظنون أن أَحمد إنما كان أكثر ذكره لموضع المحنة، وليس هو كذاك، كان أَحمد بن حنبل إذا سئل عن المسألة كأَن علم الدنيا بين عينيه.

"المناقب" ص ٨٩، "طبقات الشافعية" ٢/ ٢٨

قال الخلال: ثنا أَحمد بن محمد بن عبد الحميد الكوفي قال: سمعت يحيى بن مَعِين وسأله رجل عن مسألة سكنى في دكان؛ فقال: ليس هذا بابتنا، هذا بابة أحمد بن حنبل.

قال الخلال: وكان أحمد قد كتب كتب الرأي وحفظها، ثم لم يلتفت إليها، كان إذا تكلم في الفقه تكلم كلام رجل قد انتقد العلوم، فتكلم عن معرفة. قال حُبيش بن مبشر وعدة من الفقهاء: نحن نناظر ونعترض في مناظرتنا على الناس كلهم، فإذا جاء أَحمد فليس لنا إلا السكوت.

"المناقب" لابن الجوزي ص ٩١، "سير أعلام النبلاء" ١١/ ١٨٨

قال ابن عقيل: ولقد كانت نوادر أَحمد نوادر بالغ في الفهم إلى أقصى طبقة، فمن ذلك أن أبا عبيد قصده، فقام من مجلسه، فقال: يا أبا عبد اللَّه، أليس قد رُوي: "المرءُ أحق بمجلسه"؟ (١) فقال: بلى، يجلس ويُجِلس فيه من أحب. فما يكون على هذا الفهم مزيد مع سرعة التأويل. قال: ومن هذا فقهه واختياراته يحسن بالمنصف أن يغض منه في هذا العلم؟ وما


(١) رواه الإمام أحمد ٢/ ٢٦٣، ومسلم (٢١٧٩) من حديث أبي هريرة بلفظ: "إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به".

<<  <  ج: ص:  >  >>