قال المرُّوذي: وأَدخلتُ نصرانيا على أَبي عبد اللَّه يعالجه، فقال: يا أبا عبد اللَّه، إني أشتهي أن أراك منذ سنين، وليس بقاؤك صلاح أهل الإسلام وحدهم، بل هو للخلق جميعا، وليس من أَصحابنا أحد إلا وقد رضي بك.
قال المرُّوذي: فقلت لأَبي عبد اللَّه: إِني لأرجو أَن يكون يُدعَى لك في جميع الأمصار.
فقال: يا أبا بكر، إذا عَرَف الرجل نفسَه فما ينفعه كلام الناس.
قال إسحاق بن راهَوَيْه: دخلت على عبد اللَّه بن طاهر، فقال لي: ما رأيت أعجب من هؤلاء المرجئة، يقول أحدهم: إيماني كإيمان جبريل، واللَّه ما أستجيز أن أَقول: إيماني كإيمان يحيى بن يحيى، ولا كإيمان أَحمد بن حنبل.
"المناقب" لابن الجوزي ص ١٩٨
قال محمد بن يحيى: ما رأَيت برا أَنفق من أَحمد بن حنبل، كنت أسمع منه بالغداة وأملي بالعشي.
"المناقب" لابن الجوزي ص ١٩٩
قال عبد اللَّه: سمعت أَبي يقول: لما قدمْتُ صنعاءَ اليمن أَنا ويحيى بن مَعِين في وقت صلاة العصر، فسأَلنا عن منزل عبد الرزاق، فقيل: إنه بقرية يقال لها الرَّمادَة، فمضيتُ لشهوتي للقائه، وتخلف يحيى بن مَعِين، وبينها وبين صنعاءَ قريبٌ، حتى إِذا سألت عن منزله قيل: هذا منزله، فلما ذهبت أَدُقُّ البابَ قال لي بقال تجاه داره: لا تدقَّ فإن الشيخ مَهُوب، فجلستُ حتى إذا كان قبل صلاة المغرب خرج لصلاة المغرب، فوثَبْتُ إليه وفي يدي أَحاديثُ قد انتقيتها، فقلت له: سلام عليكم، تحدثني بهذِه رحمك اللَّه؟ فإنني رجل غريب.
فقال لي: من أنت؟ فقلت: أَنا أَحمد بن حنبل، قال: فتقاصر ورجع