وضَمَّنِي إليه، وقال: باللَّه أنت أَبو عبد اللَّه؟ ثم أخذ الأَحاديث، فلم يزل يقرؤها حتى أشكل عليه الظلام، فقال للبقال: هلمَّ المصباح حتى خرج وقتُ المغرب -وكان يؤخرها.
قال عبد اللَّه: فكان أَبي إذا ذكر أنه نُوِّه باسمه عند عبد الرزَّاق؛ بكى.
قال المروذي: سمعت أبا العباس الخطاب يقول: كتبت رقاعا والناس يومئذ متوافرون، أسود بن سلام، وبشر بن الحارث، وأَحمد بن حنبل، وذكر جماعة. وكتبت اسم كل رجل في رقعة، وصليت ركعتين ودعوت اللَّه أن يخرج لي رجلًا أقتدي به وخلطت الرقاع وجعلتها تحت شيءٍ، ثم ضربت بيدي فخرج أَحمد بن حنبل فبقيت أعجب. ثم صليت ركعتين، ذكرت اللَّه وخلطت الرقاع فخرج أَحمد بن حنبل حتى فعلت الثالثة كذلك (١).
"المناقب" لابن الجوزي ص ٢٠٠
قال سهل بن عبد اللَّه: كان أحمد بن حنبل سهما من سهام اللَّه، أهلك اللَّه به أهل الزيغ والضلالة.
"المحنة" لعبد الغني المقدسي ص ٣٠
قال جعفر بن عبد الواحد: ذاكرت المهتدي بشيء فقلت: به كان أحمد ابن حنبل يقول، ولكنه كان يخالَف -كأني أومأت إلى من مضى من آبائه- قال: فقال لي المهتدي: رحم اللَّه أحمد بن حنبل، واللَّه لو جاز لي أن أتبرأ من أبي لتبرأت منه.
قال: ثم قال: تكلم بالحق وقُل به، فإن الرجل ليتكلم بالحق فينبل في عيني.
"المحنة" لعبد الغني المقدسي ص ١٠٦
(١) قال صالح البُرَدِي: هذِه القصة في جوازها نظر، إذ هي إلى الطيرة أو الميسر أقرب. "تسهيل السابلة" ١/ ٣٨.