وأحمد بن حنبل يُضرب، قال: فجعل أبو عبيد يقول: أيضرب سيدنا! لا صبر، أيضرب سيدنا! لا صبر. قال أبو شعيب فقلت:
ضربوا ابن حنبل بالسياط بظلمهم ... بغيا فثبت بالثبات الأنور
قال الموفق حين مُدد بينهم ... مد الأديم مع الصعيد القرقر
إني أموت ولا أبوء بفجرةٍ ... تُصلي بوائقُها محلَّ المفتري
"المناقب" لابن الجوزي ص ٤١٦، "المحنة" لعبد الغني المقدسي ص ١٠٧
قال إبراهيم بن إسحاق الأنصاري: أنشدني عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، لأبي سعيد اليخامري، في أبي عبد اللَّه رحمه اللَّه:
فأنت أبا عبد الإله مسدَّد ... بتسديد ذي العرش الرفيع الدعائِم
لك الفضل في الدنيا على علمائنا ... وزهادنا يا ابن القروم (١) الأكارم
وقولك مقبول ورأيك فاضل ... وأمرك محمود القوى والعزائم
وكل امرئٍ وثقته في حديثه ... شددت له أركانه بدعائم
حللت من الإسلام والبر والتقى ... بمرتبة لا تُرْتَقى بسلالم
حويت بحور العلم من كل بلدة ... ففزَت بغنم من جزيل الغنائم
"المناقب" لابن الجوزي ص ٥١٦، "الجوهر المحصل" ص ١٤٨
قال إبراهيم بن إسحاق الغَسِيلي: أخذت هذِه القصيدة من أبي بكر المرُّوذي، وذكر أن إسماعيل بن فلان الترمذي قالها، وأنشدها في أحمد ابن حنبل وهو في سجن المحنة:
تبارك من لا يعلم الغيب غيره ... ومن لم يزل يُثْنَى عليه ويذكرُ
علا في السموات العلا فوق عرشه ... إلى خلقه في البر والبحر ينظرُ
سميع بصير لا يشك مدبّر ... ومن دونه عبد ذليل مدبَّرُ
(١) القَرْم من الرجال: السيد المعظم.