يدا ربنا مبسوطتان كلاهما ... تسحان والأيدي من الخلق تقترُ
إذا فيه فكَّرنا استحالت عقولنا ... فأُبْنَا حيارى واضمحل التفكرُ
وإن نقر المخلوق عن علم ذاته ... وعن كيف كان الأمر ضل المنقر
ولو وصف الناس البعوضة وحدها ... بعلمهم لم يحكموها وقصروا
فكيف بمن لا يقدر الخلق قدره ... ومن هو لا يبلى ولا يتغير
نهينا عن التفتيش والبحث رحمة ... لنا وطريق البحث يُردى ويخسر
وقالوا لنا قولوا ولا تتعمقوا ... بذلك أوصانا النبي المعزَّر
فقلنا وقلدنا ولم نأت بدعة ... وفي البدعة الخسران والحق أنور
ولم نر كالتسليم حرزًا وموئلا ... لمن كان يرجو أن يثاب ويحذر
شهدنا بأن اللَّه لا رب غيره ... وأحمد مبعوث إلى الخلق منذر
وأن كتاب اللَّه فينا كلامه ... وإن شك فيه الملحدون وأنكروا
شهدنا بأن اللَّه كلم عبده ... ولم يك غير اللَّه عنه يُعَبَّر
غداة رأى نارًا فقال لأهله ... سآتي بنار أو عن النار أخبر
فناداه يا موسى أنا اللَّه لا تخف ... وأرسله بالحق يدعو وينذر
وقال انطلق إني سميع لكل ما ... يجيئ به فرعون ذو الكفر مبصر
وكلمه أيضًا على الطور ربه ... وقرب والتوراة في اللوح تسطر
وكلمه أيضًا على الطور ربه ... وإسناده الروح الأمين المطهر
وإنَّ وليَّ اللَّه في دار خلده ... إلى ربه ذي الكبرياء سينظر
ولم نر في أهل الخصومات كلها ... زكينًا ولاذا خشية يتوقر
ولم يحمد اللهُ الجدالَ وأهلَه ... ومن دينه تشديقه والتقعر
وكلُّ كلاميِّ قليل خشوعه ... له بِيعٌ فيه وسوق ومتجر