للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ إمَامًا فِي الأحَادِيثِ حُجَّةً ... لِنَقْدٍ صَحِيحٍ ثَابِتٍ وَمُعَلَّلِ

وَكَانَ إمَامًا فِي كِتَابٍ وَسُنَّةٍ ... وَعِلْمٍ وَزُهْدٍ كَامِلٍ وَتَوَكُّلِ

فَمَنْهَجُهُ فِي الحَقِّ أَقْوَمُ مَنْهَجٍ ... وَمَوْرِدُهُ فِي الشَّرْعِ أَعْذَبُ مَنْهَلِ

فَقَدْ كَانَ كَالصّدِّيقِ فِي يَوْمِ رِدَّةٍ ... وَعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ فِي الصَّبْرِ إذْ بُلِي

وَفِي الضَّرْبِ فانحلَّتْ سَرَاوِيلُهُ دَعَا ... فَمَا فَارَقَتْ حَقْوَيْ مُحِقٍّ مُسَرْوَلِ

وَمِنْ وَرَعٍ قَدْ كَانَ يَطْوِي ثَمَانِيًا ... مُوَاصَلَةً فِي عَسْكَرِ المُتَوَكِّلِ

هُوَ العَلَمُ المَشْهُورُ لَمْ يَطْوِ ذِكْرَهُ ... مَمَات بَلْ اسْتَعْلَى عَلَى كُلِّ مُعْتَلِ

إمَامٌ عَظِيمٌ كَانَ للَّه حُجَّةً ... عَلَى نَفْيِ تَشْبِيهٍ وَدَحْضِ مُعَطِّلِ

وصلَّى عليه ألفُ ألفِ مُوَحِدٍ ... وستُّ مِئي ألفٍ فأعظِمْ وأكْمِلِ

فقد بانَ بعدَ الموتِ للناسِ فضْلهُ ... كما كان حيًّا فضلُه ظاهرٌ جَلي

أقرَّ لهُ بالفضلِ أعيانُ وقْتِه ... وأثنوا عليهِ بالثناءِ المُبَجَّلِ

أبو حاتمٍ وابنُ المديني والرِّضا ... أبو زُرْعةَ الرازيُّ كَنزُ المحوَّل

ولابنِ معينٍ فيهِ أَزْكَى شهادةٍ ... وشُكْرُ ابن سَلام له، اسمعْ وسجِّل

وأثنى عليه الشافعيُّ بأنَّهُ ... إمامٌ جليل في ثمانية مَلي

حديثٍ وقُرآنٍ وفِقْهٍ وسُنَّةٍ ... وفقرٍ وزُهدٍ للرجالِ مُجَمِّلِ

وفي ورع شافٍ وفي اللغةِ التي ... بها نَزَلَ القرآنُ خيرُ مُنَزَّلِ

جزاه عن الإسلامِ خيرًا إلهُهُ ... جزاءَ محامٍ ناصرٍ مُتَكَفِّلِ

"الجوهر المحصل" ص ١٥٠

<<  <  ج: ص:  >  >>