قال أبو الحسين بن المنادي: استأذن أحمد زوجته في أن يتسرى طلبا للاتباع فأذنت له، فاشترى جارية بثمن يسير وسماها ريحانة؛ استنانا برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٢٢٩
قال الميموني: ما رأَت عيني أفضل من أحمد بن حنبل، وما رأيت أحدًا من المحدثين أشد تعظيما لحرمات اللَّه عز وجل وسنة نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا صحت عنده ولا أشد اتباعا منه.
قال عبد الرحمن الطبيب: اعتل أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث، فكنت أدخل على بشر فأقول: كيف تجدك؟ فيحمد اللَّه ثم يخبرني فيقول: أحمد اللَّه إليك أجد كذا وكذا. وأدخل على أبي عبد اللَّه أحمد ابن حنبل فأقول: كيف تجدك يا أبا عبد اللَّه؟
فيقول: بخير، فقلت له يوما: إن أخاك بشرا عليل وأسأله عن حاله فيبدأ
(١) قال ابن كثير: وقد صدق اللَّه قول أحمد في هذا، فإنه كان إمام السنة في زمانه، وعيون مخالفيه أحمد بن أبي دؤاد وهو قاضي قضاة الدنيا لم يحتفل أحد بموته، ولم يلتفت إليه، ولما مات ما شيعه إلا قليل من أعوان السلطان. وكذلك الحارث بن أسد المحاسبي مع زهده وورعه ومحاسبته نفسه في خطراته وحركاته، لم يصل عليه إلا ثلاثة أو أربعة من الناس. وكذلك بشر بن غياث المريسي لم يصل عليه إلا طائفة يسيرة جدًّا، فلله الأمر من قبل ومن بعد.