للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: قد اختلط بأخرة.

قال له إسحاق بن إبراهيم: أليس زعمت أنك لا تحسن الكلام! أراك قائما بحجتك، فطرح القيد في رجله (١).

"معرفة الثقات" ١/ ١٩٥ - ١٩٧

قال صالح: سمعت أبي يقول: لما أدخلنا على إسحاق بن إبراهيم للمحنة، فقرئ عليه كتاب الذي كان إلى طرسوس، فكان فيما قرئ علينا: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١]، {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: ١٠٢].

فقال أبي: فقلت: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١].

فقال بعض من حضر: سله ما أراد بقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}؟

قال أبي: فقلت: هو كما قال تبارك وتعالى.

قال صالح: ثم امتحن القوم، فوجه بمن امتنع إلى الحبس، فأجاب القوم جميعا غير أربعة: أبي رحمه اللَّه، ومحمد بن نوح، وعبيد اللَّه بن عمر القواريري، والحسن بن حماد سجادة. ثم أجاب عبيد اللَّه بن عمر، والحسن بن حماد، وبقي أبي، ومحمد بن نوح في الحبس، فمكثا أيامًا في الحبس، ثم ورد كتاب من طرسوس بحملهما، فحمل أبي ومحمد ابن نوح -رحمة اللَّه عليهما- مقيدين زميلين. أخرجا من بغداد فصرنا معهما إلى الأنبار.

فسأل أبو بكر الأحول أبي، فقال له: يا أبا عبد اللَّه، إن عرضت على السيف تجيب؟ فقال: لا


= إنه يُرى، قال: يَرى ولا يراه شيء.
انظر: "تفسير الطبري" ١٢/ ٣٤٣ - ٣٤٤.
(١) في "تاريخ دمشق" ٥/ ٣١٤، "تهذيب الكمال" ١/ ٤٦٢: فطرح القيد، وخلي عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>