قال محمد بن إبراهيم البُوشنْجي: أخذ أحمد أيام المأمون ليحمل إلى المأمون ببلاد الروم، فبلغ أحمد الرقة، ومات المأمون بالبذندون قبل أن يلقاه أحمد، وذلك في سنة ثمان عشرة ومائتين.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٣٩٤
قال صالح: سمعت أبا عبد اللَّه السلال يقول: دخلت على أبي عبد اللَّه لما قدم من طرسوس وهو عليل شديد العلة، ومحمد بن نوح عليل، فسلمت على أبي عبد اللَّه ففتح عينيه فنظر إلي، ثم غمضهما، ثم فتحهما، فقال: صليتم الظهر؟
فقلت: لا، فغمض عينيه فقال: أرجو أن يكون قد جاء أحد الفرجين.
"المحنة" لعبد الغني المقدسي ص ٥٥
قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أول يوم امتحنه إسحاق، لما خرج من عنده، وذلك في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة ومائتين، فقعد في مسجده، فقال له جماعة: أخبرنا بمن أجاب. فكأنه ثقل عليه، فكلموه أيضًا.
قال: فلم يجب أحد من أصحابنا، والحمد للَّه. ثم ذكر من أجاب ومن واتاهم على أكثر ما أرادوا، فقال: هو مجعول محدث، وامتحنهم مرة مرة، وامتحنني مرتين مرتين، فقال لي: ما تقول في القرآن؟
قلت: كلام اللَّه غير مخلوق. فأقامني وأجلسني في ناحية، ثم سألهم، ثم ردني ثانية، فسألني وأخذني في التشبيه. فقلت:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: ١١]، فقال لي: وما السميع البصير؟ فقلت: هكذا قال تعالى.