فقلت: لا، حكيت عن جعفر بن محمد، عن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب. قال: فسكت.
قال صالح: ثم أخرج أبي حتى إذا صرنا بموضع يقال له: بصرى، بات أبي في مسجد، ونحن معه، فلما كان في جوف الليل، جاءه النيسابوري، فقال: يقول لك الأمير ارجع.
فقلت له: يا أبه، أرجو أن يكون فيه خيرا.
فقال: لم أزل الليلة أدعو اللَّه.
"السيرة" لصالح ص ٨٣ - ٨٥
قال أبو علي حنبل: ثم ولي جعفر المتوكل، فلما ولي انكشف ذلك عن المسلمين وأظهر اللَّه السنة، وفرج عن الناس، فكان أبو عبد اللَّه يحدثنا، ويحدث أصحابه، في أول أيام المتوكل، وسمعته يقول: ما كان الناس إلى الحديث والعلم أحوج منهم في زماننا هذا، ثم إن المتوكل ذكره، وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم في إخراجه إليه، فجاء رسول إسحاق بن إبراهيم إلى أبي عبد اللَّه بالحضور، فمضى أبو عبد اللَّه عند صلاة العصر، وجئنا معه، فدخل عليه، وجلسنا بالباب، فلما خرج أبو عبد اللَّه، رجعنا معه، فقال له أبي، وسأله عما دعي له.
فقال أبو عبد اللَّه: قرأ علي كتاب جعفر، يأمرني بالخروج إلى العسكر.
قال أبو عبد اللَّه: وقال لي إسحاق بن إبراهيم: ما تقول في القرآن؟
فقلت: إن أمير المؤمنين، قد نهى عن هذا.
فقال: لا تعلم أحدا بما جرى بيني وبينك في هذا.
فقلت لإسحاق: مسألة مسترشد أو مسألة متعنت؟
قال: بل مسألة مسترشد.
فقلت له: القرآن كلام اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، وليس بمخلوق على كل الجهات، وقد