أوصني يا أبا عبد اللَّه، فأشار إلى لسانه.
ودخل سوار القاضي فجعل يبشره ويخبره بالرخص وذكر له عن معتمر، أنه قال: قال أبي عند موته حدِّثني بالرخص (١)، واجتمعت عليه أوجاع الحصر وغير ذلك ولم يزل عقله ثابتا، وهو في خلال ذلك يقول: كم اليوم في الشهر؟ فأخبره. وكنت أنام بالليل إلى جنبه، فإذا أراد حاجة حركني فأناولُه، وقال لي: جئني بالكتاب الذي فيه حديث ابن إدريس، عن ليث، عن طاوس، أنه كان يكره الأنين (٢)، فقرأته عليه فلم يئن إلا في الليلة التي توفي فيها.
"السيرة" لصالح ص ١٢١ - ١٢٣
قال المروذي: سمعت فتح بن أبي الفتح يقول لأبي عبد اللَّه في مرضه الذي مات فيه: ادع اللَّه أن يحسن الخلافة علينا بعدك، وقال له: من نسأل بعدك؟ فقال: سل عبد الوهاب.
"الورع" للمروذي (٤)
قال أحمد بن محمد بن عمر: سئل عبد اللَّه بن أحمد: عقل أبوك عند المعاينة؟ فقال: نعم، كنا نوصيه فكان يشير بيده. فقال صالح: أيش يقول؟
فقلت: هو ذا يقول: خللوا أصابعي. فخللنا أصابعه، ثم ترك الإشارة، فمات من ساعته.
"حلية الأولياء" ٩/ ١٨٣، "المناقب" ص ٤٩٥، "السير" ١١/ ٣٤٢، "الجوهر المحصل" ص ١٢٧
قال عبد اللَّه: قال لي أبي في مرضه الذي توفي فيه: أخرج كتاب عبد اللَّه ابن إدريس، فأخرجت الكتاب.
فقال: أخرج أحاديث ليث بن أبي سليم، فأخرجت أحاديث ليث.
(١) رواه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن باللَّه" (٢٩)، وأبو نعيم في "الحلية" ٣/ ٣١، والبيهقي في "الشعب" ٢/ ٧ (١٠٠٨).
(٢) رواه ابن أبي شيبة ٧/ ٢١٣ (٣٥٤٠١) عن عبد اللَّه بن إدريس به.