قال محمد بن خُشْنَام بن سعد: أخبرني الفتح بن الحجاج -أو غيره- قال: بعث أمير المؤمنين عشرين حازرًا ليحزروا كَمْ صَلى على أحمد بن حنبل، فحزروا ألف ألف وثلاثمائة ألف سوى من كان في السفن.
قال بُنَان بن أحمد بن أبي خالد القصباني: حضرت الصلاة على جنازة أحمد يوم الجمعة سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان الإمام عليه محمد بن عبد اللَّه بن طاهر، فأخرجت جنازة أحمد بن محمد بن حنبل فوضعت في صحراء أبي قيراط، وكان الناس خلفه إلى عمارة سوق الرقيق، فلما انقضت الصلاة قال محمد بن عبد اللَّه بن طاهر: انظروا كم صلى عليه ورائي؟ قال: فنظروا، فكانوا ثمانمائة ألف رجل وستين ألف امرأة، ونظروا من صلى في مسجد الرصافة العصر، فكانوا نيفا وعشرين ألف رجل.
قال أبو بكر بن الرواس: سمعت عبد الوهاب الورَّاق يقول: ما بلغنا أنه كان للمسلمين جمع أكثر منهم على جنازة أحمد بن حنبل إلا جنازة كانت في بني إسرائيل. قال أبو بكر: فحدثت أبا جعفر بن فروخ صاحب التفسير بقول عبد الوهاب. فقال: صدق عبد الوهاب هذِه جنازة كانت في بني إسرائيل.